هل تعرفون من هو على فرج..؟ إنه مهندس مصرى شاب، عمره الآن ثلاثون عاما، تخرج فى جامعة هارفارد بالولايات المتحدة، لعب منذ صغره الاسكواش وحصل على أول بطولاته فيه أثناء دراسته الجامعية. دفعه تفوقه المبكر فى تلك اللعبة إلى احترافها.
حقق على فرج إنجازات دولية رائعة. ووفقا لما قرأت وبحثت، شملت ألقابه بطولة السويد المفتوحة للاسكواش، وبطولة مصر للاسكواش، وبطولة أمريكا المفتوحة للاسكواش، وبطولة العالم لفرق الاسكواش، وبطولة موتور سيتى المفتوحة للاسكواش .
ووصل على فرج إلى نهائيات بطولات: هونج كونج، والصين، والعالم والجونة والأهرام …إلخ حقق أعلى تصنيف له على المستوى الدولى عندما صنف فى المركز الثانى عالميا فى 2018، وكذلك فى تصنيف مارس 2022.
على فرج إذن هو أحد العمالقة المصريين الذين يتسيدون لعبة الاسكواش على مستوى العالم. وفى التصنيف الأخير لرابطة لاعبى الاسكواش لأفضل 50 لاعبا فى العالم تظهر أسماء ثلاثة عشر لاعبا مصريا، يقع فى مقدمتهم «على فرج» الذى يحتل المركز الثانى فى القائمة.
غير أن هذا التاريخ الرياضى الحافل لعلى فرج ليس هو مايدفعنى اليوم للكتابة عنه، ولكننى أتكلم عن واقعة بسيطة، حدثت يوم الاثنين الماضى عندما كان على فرج يتسلم جائزة فوزه ببطولة «أوبتاسيا» للاسكواش رجال والتى جرت فى ملاعب نادى ويمبلدون بلندن يوم الاثنين الماضى.
إننى أرجو أيها القارئ الكريم أن تعود لمقطع الفيديو الذى يقف فيه على فرج ليتسلم جائزته، وإلى جانبه الشخص الذى يبدو أنه طلب منه أن يعلق على الاجتياح الروسى لأوكرانيا …فتحدث «على»، بدون سابق إعداد طبعا، وبصوت متهدج باللغة الإنجليزية: «كلنا تابعنا ما يجرى حاليا فى أوكرانيا، ولا أحد يرضى عن ذلك، لانه لا يمكن لأحد أن يقبل تلك العمليات. ولكن لم يكن يسمح لنا بالحديث عن السياسة فى الرياضة، ولكن بما أنه اصبح مسموحا الآن بذلك… أود أن يتذكر الناس أيضا ما يحدث فى كل أنحاء العالم … الفلسطينيون يتعرضون للاضطهاد طوال 74 عاما… (وهنا صفق الحاضرون بقوة) ولكنى أعتقد أن قضيتهم لا تتناسب مع الإعلام الغربى، الآن يمكننا أن نتحدث عن أوكرانيا وفلسطين…أرجو أن تأخذوا ذلك فى الاعتبار. شكرا جزيلا..
(تصفيق من الحاضرين، وتصفيق مستحق منا جميعا لعلى فرج).