منصور أبو العزم يكتب: التصنيع .. مفتاح تقدم مصر

تشهد كثير من المدن المصرية حاليا حركة تطوير كبري، كما أن شبكة الطرق فى القاهرة والأقاليم تشهد تقدما غير مسبوق، وكل ذلك يتكلف مئات المليارات، وهو أمر لم يكن ضروريا فحسب، بل حيويا وأساسيا من أجل تحقيق مشروعات التنمية الكبري، حتى تحقق مصر التقدم الذى سبقها إليه الكثير من دول العالم، وقد حان الوقت للانتقال إلى الخطوة التالية وهى أن تركز الدولة المصرية على تطوير الصناعة، وأن نتعلم ونستفيد من تجربتى الصين واليابان فى الكيفية التى نجحت بها هاتان الدولتان فى تحقيق تقدم صناعى وتكنولوجى مبهر خلال سنوات لا تتعدى الـ40، وكيف نجحت الدولتان ليس فقط فى استيعاب التكنولوجيا الغربية، بل تطويرها وإبداع تكنولوجيا خاصة بهما أقل تعقيدا وأكثر إنتاجية.

فقد جاء وقت على الصين خلال الـ30 عاما الماضية تشهد البلاد كل يوم مصنعا حتى أصبحت كما يصفها الخبراء حاليا «مصنع العالم» وقد شاهدت بنفسى كيف تحولت مدينة «شين زين» التى تعد حاليا أهم مدينة صناعية فى الصين، من قرية صغيرة يعيش أهلها على الصيد والزراعة إلى مدينة صناعية يحلم كل شاب صينى بالعمل فيها نظرا للتقدم التكنولوجى الذى وصلت إليه ومستوى الرواتب التى تعد الأعلى فى الصين.

لن تتطور مصر وتتقدم دون تشييد المزيد من المصانع وحل مشكلات المصانع المتعثرة ودعم أفكار الشباب فى العمل الحر وتشجيعهم بالدعم المالى لإقامة المصانع والأنشطة التجارية التى لا توفر لهم ولغيرهم فرص عمل فقط، بل تصب فى النهاية فى دعم الاقتصاد وزيادة الإنتاج المحلى بدلا من الاعتماد على الاستيراد.

ما فعلته اليابان والصين خلال الـ60 عاما الماضية من الاعتماد الكلى على الإنتاج المحلى من الصناعات والمنتجات، ثم الانتقال إلى مرحلة التصدير لابد أن يكون درسا مهما لنا نتعلم منه كيفية الحصول على التكنولوجيا أو ما يطلق عليه HowــKnow فى المجال الصناعي، ومساومة الشركات الصناعية الكبرى التى قد لا ترى فى مصر سوى سوق مهم لصادراتها، على تشييد مصانع لها فى مصر كما فعلت الصين مع الشركات الكبرى التى أرادت الوجود فى السوق الصينى الضخم.. التصنيع هو مفتاح تقدم وتطوير مصر ورفع مستوى معيشة الشعب، نريد أن نرى محافظات مصر تتنافس فى إقامة المصانع وحجم الإنتاج تماما كما تتنافس الأقاليم الصينية فيما بينها على من يكون الأول أو الثانى فى زيادة الإنتاج وتحقيق أكبر دخل!!.

زر الذهاب إلى الأعلى