يفاقم قرار حركة حماس بفرض العزل العام على قطاع غزة، منذ الثلاثاء الماضي، الظروف الصعبة للأهالي، مع توقف العديد من النشاطات وعدم قدرة الحركة على توفير رواتب العاملين في القطاع.
وسجل قطاع غزة 69 حالة إصابة بكورونا جديدة خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 365 مصاب و4 وفيات.
ويشعر الأهالي في القطاع بأنهم بين فكي رحى وباء كورونا الذي لم تستعد له حركة حماس، وبين تداعيات قرار الحركة بغلق القطاع، بحسب تقرير نشرته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية.
ورغم ظهور الوباء متأخرا في قطاع غزة بالمقارنة بباقي دول المنطقة، لم تفكر حركة حماس في التجهز لهذا الوباء، كتجهيز المستشفيات وتوفير المستلزمات الطبية أو الاستفادة من المساعدات التي تصلها من العديد من الدول لتحسين أوضاع المؤسسات الصحية، لكنها اكتفت في نهاية المطاف بفرض عزل عام على السكان في ظروف قاسية.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، عبر الكثير من استيائهم من قرار العزل الذي فرضته الحركة، وتسببه في تعطيل الجزء الأكبر من الأعمال.
وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي المتنفس للتعبير عن السخط تجاه الوضع المتفاقم في قطاع غزة، إذ عبر الكثير عن استيائهم من قرار العزل الذي فرضته الحركة وتسببه في تعطل الجزء الأكبر من الأعمال وزيادة معاناتهم، لاسيما هؤلاء الذين يعتمدون على دخل يومي من العمل، وفقا لتقرير الوكالة الأمريكية.
“تعودنا على كل شيء صعب بغزة، أقسم بالله مهي حياة”، هكذا عبرت إحدى مستخدمات موقع فيسبوك عن الوضع في القطاع مع تطبيق العزل الشامل في القطاع، بينما طالب آخرون الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة ليتمكنوا من شراء الغذاء في ظل الحاجة الشديدة لها في الوقت الحالي.
صعوبات العمل ليست المشكلة الوحيدة التي يعاني منها أهالي القطاع، إذ أنهم مجبرون على البقاء في المنازل والاحتفاظ بطعام لمدة أطول، مع انقطاع مستمر للكهرباء، التي لا تصل إلا سوى ساعة ونصف أو ساعتين فقط يوميا.
يؤكد بعض الأهالي على مواقع التواصل الاجتماعي عدم قدرتهم على الاحتفاظ بالطعام لفترة طويلة بسبب عدم وجود كهرباء، متداولين هشتاج “#بدنا-كهرباء”.
ومع ذلك، تظل الكهرباء مسألة حياة بالنسبة للمصابين بفيروس كورونا، الذين تم إيداعهم المستشفيات، إذ تعاني المستشفيات هي الأخرى من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي، مما يهدد حياة المصابين.
ورغم هذا الوضع القاسي، لا تهتم حركة حماس بالصعوبات التي يعيشها المواطنون في القطاع، بل تتسبب في تفاقمها، فخلال الأسبوع الماضي، تستمر الحركة في التصعيد مع إسرائيل، كإلقاء البالونات الحارقة على الأراضي الإسرائيلية، في الوقت التي تعلق تل أبيب تدفق المساعدات للقطاع ردا على سياسات حماس.