سلط تقرير نشرته مجلة “لوفيجارو” الفرنسية الضوء على اللقاءات التي تمت بين الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون خلال زيارته للبنان بداية شهر سبتمبر، مع قيادات في حزب الله، المصنف على قوائم الإرهاب في ألمانيا وبرطانيا والولايات المتحدة.
وبينت الصحيفة أن حزب الله الذي يشعر بتوفق عسكري، يريد دائما دولة لبنانية ضعيفة وقيادات سياسية مسلوبة الإرادة في لبنان، حتى يفرض نفوذه.
وكشفت الصحيفة في تقرير للصحفي جورج مالبرونو أن حزب الله خرج سعيدا من الزيارة التي أجراها ماكرون إلى بيروت، لاسيما مع لقاء االرئيس الفرنسي مع رئيس كتلة حزب الله في البرلمان، ثم لقاءه مع قيادي أخر في الحزب لمدة ثماني دقائق.
توضح الصحيفة أنه خلال اللقاء مع مسؤول في حزب الله، طالب ماكرون الحزب بأن يثبتوا أنهم لبنانيين، مؤكدا أن الجميع يعرف أن حزب الله لديه أجندة إيرانية ويعرفون هويته الخاصة.
وخاطب ماكرون المسؤول في الحزب، متسائلا هل الحزب يريد مساعدة اللبنانيين أم لا، مطالبا إذا كان الحزب يريد مساعدة لبنان فعليه الانسحاب من سوريا واليمن.
ورغم اللهجة الصارمة لماكرون، إلا أن تنظيم حزب الله اعتبر اللقاء مع ماكرون بمثابة “اعتراف دولي” بهذا التنظيم المصنف إرهابيا بواسطة العديد من الدول، فمنذ نشأة التنظيم لم يتبادل رئيس فرنسي، حديث مع أحد أعضاء هذا التنظيم.
تشير الصحيفة إلى أن هذا اللقاء الذي أجراه ماكرون مع أعضاء من حزب الله يأتي رغم الرسائل التي طالبت بالحذر تجاه التنظيم، التي قدمتها الخارجية الفرنسية، ففي رسالة تعود إلى 23 يناير من العام الماضي، طالبت الوزارة بممارسة ضغوط على الفاعلين الذين يعيقون المؤسسات ويتسببون في اضراب في التوازن الإقليمي للبلد، في إشارة إلى حزب الله، وجبران باسيل، الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية اللبناني.
وبحسب الصحيفة، فإنه رغم أن أموال حزب الله لا تدخل في النظام البنكي، إلا أن التنظيم ربما ليس ضمن الذين هددهم ماكرون، حينما أكد أنه سيعاقب المسؤولين اللبنانيين الذين سيمتنعون عن التوصل لاتفاق سياسي جديد.
تتابع الصحيفة بالقول أن حزب الله يريد دائما أن تكون لبنان دولة ضعيفة وقياداتها بدون إرادة سياسية، معتمدا على أفضليته العسكرية، مشيرة إلى أن سعد الحريري، الذي كان رئيسا للوزراء، حقق له ذلك الهدف، وهو ما ظهر في دعم حزب الله له، وكذلك يظهر في ترحيبه لمصطفى أديب الذي أختير كرئيس وزراء.
تلفت الصحيفة إلى أن العديد من اللبنانيين يحملون حزب الله جزءا من مسؤولية الوضع في لبنان، فلأول مرة في 8 أغسطس، تم تعليق دمية لحسن نصر الله في حبل بواسطة المئات من المتظاهرين الغاضبين.
يؤكد دبلوماسي للصحيفة: الكثير من اللبنانيين يكرهونه، لسجله السياسي لأنه شارك في إدارة البلد.
تبين الصحيفة أنه أمام هذا الوضع فإن حزب الله بدأ يفقد غطاءه المسيحي الذي كان داعما له، فحليفه، التيار الوطني الحر لجبران باسيل، بدأ يتشقق، في حين أكد من جانبه البطريارك الماروني، مار بشارة بطرس الراعي، فقد دعا إلى الابتعاد عن هذه المليشيا الموالية لإيران.