متى تكُف المرأة عن صناعة المجتمع الذكورى ..!!؟

بداية أنا إحترت فى مجتمعنا ولا أعلم ألوم مَن،هل ألوم الأم أم الأب.؟مجتمعنا العربى مجتمع مُحيِّر بالفعل.!!

هذه ليست أول مرة أكتب فيها عن هذا الموضوع لأهميته وقد تكون ليست أخر مرة، والسبب هو أسلوب تربية أولادنا فى مجتمعنا العربى به أخطاء جسيمة تظل مع أولادنا طول العُمر وقد تسبب لهم أزمات نفسية وإجتماعية.

 

كلنا نعلم أن مجتمعنا ذكورى ولا نُنكر هذا ..!!كما نعلم أن المرأة العربية تعانى كثيراً بسبب ظُلم المجتمع لها ..!! لكن ما نجهلُه أن مَن تسبب فى ذكورية مجتمعناهى المرأة نفسها ..!!

 

بمعنى إن المرأة هى مَن تزرع شجرة شقاءها بأيديها وعندما تحصُد زرعتها تشتكى ..!! مثلاً المرأة التى تُعانى من قهر الزوج لها هى نفسها التى تُربى إبنها على إنه ولد ومسموح له ما ليس مسموح لأخته..!!

أنتِ أيتها الأم مَن تقومى بغرث “السى سيد” فى شخصية إبنك ثم يصبح زوج لإبنة عائلة أخرى وطبعاً كلنا ممكن نتخيَّل ما يمكن حدوثه..!!

وعندما تصبح إبنتك زوجة لشخصٍ ما ونشأ نفس نشأة إبنك وغُرث فى شخصيته “السى سيد”هنا تنقلب الدنيا رأساً على عقب وحضرتك طبعاً ترفضى وبشدة أسلوب زوج إبنتك معها.بمعنى إنك ترفضى لإبنتك ما تعانيه زوجة إبنك بسببك ..!!

 

وهكذا دائرة تدور ونتيجتها مجتمع ذكورى مليئ بالمشكلات وقد يُسبب بل بالفعل تسبب فى حالات طلاق لا حصر لها فى الزمن الحالى بما أن الجيل الجديد لا يتحمل ما تحمَلتيه أنتِ فى الزمن السابق.

وهذا هو الواقع المؤلم والمؤسف كما أنه حقيقة غائبة لدى الكثيرات من السيدات..!! من المعروف فى مجتمعنا أن الأم دائماً تضغط على إبنتها لخدمة أخيها حتى لو أصغر منها فى العُمر.طبعاً هناك الكثير من الجُمَل المشهورة الموجهة للبنت فى بيوتنا العربية بصفة عامة وفى بيوتنا المصرية بصفة خاصة مثل :

* قومى حضَّرى العشاء لأخوكى .

* قومى إكوى البنطلون لأخوكى.

* قومى إغسلى قميص أخوكى.

* قومى رتبى غرفة أخوكى .

وكثير من الطلبات والأوامر وكأن هذه الأخت خُلِقت جارية لخدمة أخيها.أى منطق هذا ..!!؟ انتبهوا يا سيدات الوطن العربي كُفوا عن التفرقة فى تربية الأولاد ..!! العجيب إنكُن تُفَضِّلن الولد على البنت،والأعجب إن الولد أيضا بيُظلَم فى مجتمعنا العربى ظُلم طاغى لا مثيل له فى المجتمعات الغربية ..!!

 

مثلاً : ممنوع الولد يبكى لإن عيب وعار ..!!وعندما يبكى الولد لسبب أو لآخر بيُهان من الأهل عيب تبكى هو إنت بنت ..!! لذلك نجد أن معظم الرجال يصابون بأمراض ضغط الدم وأمراض القلب أكثر من السيدات

والسبب إنهم إتربوا ونشأوا على أن يكتموا ألامهم وأوجاعهُم ومشاعرهم بداخلهم والسبب طبعاً إنهم ممنوع يبكون بل عيب وعار أن يبكون ..!!وهذا الأسلوب فى التربية له نتائج سلبية بل وخطيرة جداً قد تسبب الأمراض بل للموت المفاجئ ..!!والغريب إن الأب بيشارك الزوجة فى هذا الظلم فى تربية الأولاد الذكور ..!! بالفعل مشكلة كبيرة وغريبة من الطرفين..!!معظم الأباء والأمهات بيظلموا البنت ويجعلوها جارية لأخيها..!!

وفى نفس الوقت بيظلموا الولد ويمنعوه من التعبير عن شعوره مما قد يسبب له الأمراض كما ذكرت أعلاه نتيجة الكبت وعدم البوح بما يزعجه ويُؤلمه.

مع أننا نجد العكس تماماً بين السيدات مثلاً لو إحداهُن تمُر بأزمة أو حزينة أو غضبانة من شيئٍ ما، بتكون أول نصيحة لها من السيدة الأخرى هى

إبكى ” عيطى ” دا البكاء بيفَرَّج عن النَفس إحذرى أن تكتمى فى قلبك أحسن يحصلك جلطة أو..أو….أو.. إلى آخره ..!!

وهى نفسها السيدة التى تُربى إبنها على أن البكاء عيب وعار على الأولاد الذكور.

 

_ويظل الولد يكتم ويكبت كل آلامه داخله خوفاً من المجتمع لإن لو بكى يبقى عفواً فى اللفظ “فضيحة ” تلازمه طول الوقت. ويُقال عنه ده رجل رُهيِّف وبيبكى مثل البنات ..!!

وهُنا يحضُرنى سؤال. مَن يشتكى مَن ..!!؟

مجتمع يُحيِّر بالفعل. رجاءً أيها الآباء والأمهاتإ تقوا اللّه فى تربية أولادكم ..!!

 

حفظ اللّه مصرنا ووطننا العربى من كل سوء وشر.

 

بنت مصر

حنان زكريا

زر الذهاب إلى الأعلى