طفل طبلوها «صائد الألقاب»: القرآن أنار قلبي فى 3 سنوات فقط أمنتيتي أن أكون أحد علماء الأزهر 

كتب – وائل القناوى :

أنار الله بصيرته وقلبه بالقرآن بعد ان فقد نعمة البصر ، فبدأ حفظ كتاب الله وهو ابن 6 سنوات ، وأتم حفظه وهو فى التاسعة من عمره ، إنه عبد الرحمن مهدى خليل ، طفل طبلوها الكفيف الذى يتناقل حكايته جميع أهالى قريته .

اعتاد الحصول على المرتبة الأولى دائما والعديد من الجوائز فى مسابقات تحفيظ القرآن الكريم التى نظمتها جمعية تنمية المجتمع بطبلوها ومركز الشباب ومساجد القرية والمعهد الأزهرى ببلدته وعلى مستوى مركز تلا والإدارة المركزية التابعة للأزهر الشريف بالمنوفية ، ثم فوزه بالمركز الأول على مستوى الجمهورية فى المسابقة التى نظمتها الوزارة وكان مشتركا فيها للمرة الأولى وكرمه الدكتور هشام عبد الباسط محافظ المنوفية الأسبق ، وأبرزها الفوز فى المسابقة العالمية فى القرآن الكريم وتكريمه من الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الاحتفال بليلة القدر ، منذ عامين ، بعد حصوله على المركز الأول في مسابقة ذوي الاحتياجات الخاصة المحلية على مستوى الحمهورية ، حيث يحرص على تعليق صورته مع الرئيس في منزله ، وأخيرا فوزه بالمركز الأول في الإنشاد الديني علي مستوي الجمهورية مؤخرا .

عبد الرحمن يبلغ من العمر الآن 14 عاما ، ويدرس الآن بمعهد كفر السكرية الأزهرى ، يعيش حياته كأى طفل يرى بنور الله ، ويستمع إلى القرآن لساعات طويلة يوميا ، مؤكدا أن حفظ القرآن أعطاه ثقة بالنفس وأنساه أنه كفيف البصر، ويطالب بتكريم حفظة القرآن وجعل دراستهم مجانية تكريما لحملة القرآن وتشجيعا لهم ولأولياء أمورهم .

” النيل نيوز ” تحاورت معه بمنزله :

متى حفظت القرآن الكريم ؟   

ختمت حفظ القرآن وعندى 9 سنوات فى قريتى طبلوها على يد الشيخ المحمدى العطيوى والشيخ طاهر درة ابن قرية زرقان الذى علمنى أحكام التجويد ، وبدأت الحفظ فى أثناء بداية معرفتى بنطق الحروف والكلام وعلى الرغم من كثرة الأطفال المكفوفين الذين يتجهون لحفظ القرآن الكريم بتشجيع من الأهل وأولياء الأمور ، إلا أنه يندر من هؤلاء من يوفقه الله للاتجاه للحفظ ، لأن هذه نعمة لا يمنحها الله إلا لمن أحبه .

ما سر تفوقك وحفظ القرآن الكريم ؟ وبمن تأثرت من المشايخ ؟

فى البداية أحببت القرآن الكريم حينما تعلمت النطق بالكلام ، فكنت أستمع إلى الشيخ محمود الحصري، والشيخ المنشاوي ، وهذا ما دفعنى إلى الاستماع إليهما لساعات طويلة يوميا ، وساعدنى ذلك على التفوق فى الدراسة أيضا ، لأن النبى صلى الله عليه وسلم يقول : ” من أراد الدنيا فعليه بالقرآن ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن ، ومن أرادهما معاً فعليه بالقرآن ” والقرآن الكريم أراه أنه خير صاحب يدفع الإنسان إلى الاجتهاد فى العمل والدراسة ودواء وشفاء لما فى الصدور .

من أصحاب الفضل عليك فى حفظ القرآن الكريم ؟

أولا والدى الذى كان يذهب بى إلى مكتب تحفيظ القرآن بالقرية يوميا ويقف بجوارى ويهون عليَّ المشاكل ويساعدنى ويمنحنى جرعة أمل دائمة بتشجيعه المستمر لي بالإضافة إلى والدتى التى كانت تواظب على مراجعة القرآن لى يومياً ، من أجل أن يثبت القرآن فى عقلي .

ما أدواتك فى حفظ القرآن الكريم ؟

أدواتى فى حفظ القرآن الكريم المصحف المعلم ، والشيخ المنشاوى والحصري، بالإضافة إلى أننى كنت أستمع لقراءة القرآن من شيخى فى مكتب التحفيظ وأعود إلى المنزل فأجد والدى قد أعد لى تسجيلات أخرى ساعدتنى كثيرا فى إتمام حفظ كتاب الله سريعا ، وسأبدأ من الآن فى حفظ الأحاديث الشريفة حتى يوفقنى الله للجمع بين حفظ كتابه وسنة رسوله الكريم .

ما هى أمنياتك ؟ وكيف ترى مستقبل مصر ؟

أهم أمنية تراودنى بصفة مستمرة أن أذهب على بيت الله الحرام ، وهى أمنية كل من يحفظ القرآن الكريم ، والأمنية الثانية بعد ذلك أن أكون عالماً من علماء الدين بالأزهر الشريف وقارئا ماهرا للقرآن، أما عن مستقبل مصر، فأقول إن مصر هى بلد الأنبياء ، ويوسف عليه السلام قال اجعلنى على خزائن مصر، وهذا يدل على أهمية مصر وهى بلد الأمن وقت الحروب ومصر أطعمت الدول فى وقت القحط والفقر، والنبى صلى الله عليه وسلم ، قال ” استوصوا بأهل مصر خيرا “، وهى بشرى لكل المصريين .

ما الرسالة التى ترسلها للمسئولين ؟

أولا أشكر كل من سعي لتكريمى وهو ما أسعدنى وشجعنى على المزيد من التفوق فى المستقبل ، ورسالتى هى المطالبة بتكريم حفظة القرآن الكريم بحيث يكون تكريما حقيقياً يليق بهم، وهذا التكريم سيدخل عليهم السرور ولن يكلف الدولة إلا القليل ، وهو جعل الدراسة مجانية لحفظة القرآن الكريم أو إعطاؤهم مزايا عينية أخرى سيكون ذلك بمثابة حافز كبير لحفظة القرآن وتشجيعا للأطفال على حفظ القرآن الكريم ، وأيضا دافعا لأولياء الأمور لتوجيه أطفالهم للحفظ حينما يتم إعفاء أولياء الأمور من المصاريف الخاصة ، كل هذه الأمور ستدفع الناس وتشجعهم على حفظ القرآن والاهتمام به .

وما زال عبد الرحمن يتذكر ، تكريم الرئيس السيسى وحفاوة استقباله وأخذه لى فى حضنه وقبلته على رأسه ، قائلا ” أحسست بأنه والدى الثاني ، وقد استمع لي ، واستجاب لطلبى وهو ما أسعدنى ويشجعنى على المزيد من التفوق فى المستقبل ” .

أنا أعشق محمد صلاح وأهلاوي متعصب

يقول عبدالرحمن أنه يعشق لعبة كرة القدم ، وكنت أحلم أن أكون الأشهر في مصر، ومثلي الأعلى في كرة القدم اللاعب محمد صلاح ” الفيراري المصري ” نجم ليفربول الإنجليزي، ومحليا فأنا أحرص على الاستماع لمباريات كرة القدم خاصة لفريقي المفضل النادي الأهلي ” الشياطين الحمر ” على حد قوله ، حيث يحزن بشدة عند الهزيمة ويملأ الدنيا فرحة وسعادة عند فوز الأحمر . 

ويقول والده مهدى خليل ، أن حرص عبد الرحمن من صغره على حفظ كتاب الله وإصراره على ذلك كان سببا فى تفضيله الإلتحاق بالدراسة بالمعاهد الأزهرية عن المدارس الحكومية ، وهو ما جعلنى ألبى له رغبته دون تفكير أو تردد .

ويضيف ، أن عبد الرحمن يتقن أيضا موهبة أداء التواشيح والإنشاد الدينى ، وأتذكر أن دائما ما كان يقول لى بالحرف الواحد ” هو أنا يا بابا هأقول مدح وتواشيح فى مين أفضل من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ” .

أسرة عبد الرحمن تتكون من والده الذى يعمل موظفا بالوحدة المحلية لمركز ومدينة تلا ، ووالدته ربة المنزل ، وشقيقيه محمد 17 سنة بالصف الثاني الثانوي ، ومروان 8 سنوات بالصف الثالث الابتدائى .

زر الذهاب إلى الأعلى