شاهدا عيان من أذربيجان: أرمينيا واصلت استفزازاتها وعرقلت محادثات السلام الأخيرة وقصفت المدنيين العزل

لاتزال الأوضاع مشتعلة في إقليم ناغورنو كارباخ الواقع داخل حدود دولة أذربيجان، وعلى الرغم من الهدنة الإنسانية والاتفاقات التي تمت بين أرمينيا وأذربيجان برعاية روسية، إلا أن الجانبان لا يزالا يتبادلا قصف المواقع العسكرية، وزادت أرمينيا أنها بدأت تقصف أماكن سكنية بعيدة عن الإقليم وداخل أذربيجان من خلال صواريخ باليستية متوسطة وبعيدة المدى.

ولعل القصف الذي تعرضت له مدينة كنجة التي تعتبر ثاني أكبر مدينة في أذربيجان، كان الأكبر في الفترة الأخيرة، حيث خلف قتلي وجرحى يقدروا بالعشرات بخلاف الخسار المادية في المنشئات والمباني.

موقع «النيل نيوز» تحدث مع صحفيان من أذربيجان كشهود عيان على ما يحدث هناك، حيث قال علي ذو الفقار أوغلو الصحفي في جريدة الجبهة الشعبية في أذربيجان أو «خلق جبهسي» باللغة الأذرية، إنه على الرغم من أن بلاده تدعو أرمينيا بالسبل الدبلوماسية للانسحاب من الأراضي المحتلة وهي إقليم ناغورنو كارباخ والتي تمثل 20% من إجمالي مساحة البلاد، إلا أنها واصلت استفزازاتها وعرقلت محادثات السلام الأخيرة التي تمت في موسكو، وأظهرت دائمًا موقفًا غير بناء، مضيفًا أنها استأنفت إطلاق النار على أذربيجان بالأسلحة الثقيلة في المناطق التي يقطنها مدنيون ولا يوجد بها وحدات عسكرية.

وأضاف الصحفي بجريدة الجبهة الشعبية «خلق جبهسي»، أنه وفقًا لقرارات الأمم المتحدة رقم 822 و853 و874 و884، يجب على أرمينيا إخلاء الأراضي الأذربيجانية التي احتلتها دون قيد أو شرط، لكن يريفان تواصل احتلالها متجاهلة هذه القرارات.

وأشار إلى أن الضربة الأولى حدثت في الثانية من صباح يوم 11 أكتوبر، ما أسفر عن مصرع عشرة أشخاص من بينهم خمس نساء، فيما أصيب 34 شخصًا بينهم 10 نساء و9 أطفال، مضيفًا أن ذلك وفقًا لتصريحات مساعد الرئيس الأذربيجاني حكمت حاجييف لوسائل الإعلام الأجنبية، وأن الأخير وجه الدعوة للدبلوماسيين الأجانب العاملين في أذربيجان إلى زيارة مدينة كنجة، لكي يشهدوا على “العمل الإرهابي الذي ارتكبه الجيش الأرميني في مدينة كنجة”.

وأكد الصحفي الأذربيجاني، أن أرمينيا تجاهلت القانون الدولي والمجتمع الدولي وأعادت الكرة لكي تضرب بصواريخ أكثر تدميرًا مناطق مدنية أخرى بمدينة كنجة في حوالي الواحدة من صباح يوم 17 أكتوبر الجاري، ما أسفر عن تدمير المباني التي يعيش فيها الناس ومصرع 13 شخصًا وإصابة 48 أخرين، وأنه كان من بين القتلى 4 نساء و3 قصر، ومن بين الجرحى المدنيين 20 امرأة و5 قصر، بالإضافة إلى ذلك، فقد طفلان دون ان يستدل على جثثهما حتى الآن.

فيما يقول النور الترك الصحفي الحر والخبير في شؤون الجالية الأذربيجانية، أنه بحسب معلومات صادرة من مكتب المدعي العام الأذربيجاني، فقد أسفر القصفين عن مصرع 63 مدنيًا، بينهم أطفال ونساء، وأصيب 292 آخرون منذ 27 سبتمبر حتى الآن نتيجة لهجمات الجيش الأرميني، فيما بلغ عدد المنشآت المدنية المتضررة 386، وعدد المباني السكنية المتضررة 90، وعدد المنازل 1981 منزل، وأن هذه الأرقام تتزايد كل يوم.

وأضاف النور ترك، أنه بينما ارتكبت أرمينيا كل هذا، “حاول اللوبي الأرميني مرة أخرى صرف انتباه المجتمع الدولي عن هذه الأحداث الغير إنسانية والأعمال الإرهابية ضد المدنيين من خلال نشر معلومات كاذبة في وسائل الإعلام الأجنبية”.

وشدد الصحفي الخبير في شئون الجاليات الأذربيجانية، على أن “كل هذا عمل إرهابي موجّه ليس فقط ضد أذربيجان، ولكن أيضًا ضد الإنسانية”، وأن هناك العديد من بؤر الصراع في العالم اليوم لهذا السبب، مضيفًا أن “هذا العمل الإرهابي الذي ارتكبته أرمينيا ضد السكان المدنيين هو اتجاه خطير للغاية”.

وطالب النور ترك المجتمع الدولي، لا سيما وسائل الإعلام الأجنبية، “بألا يتجاهل حقيقة أن هذه الفظائع المستمرة والتي تعد سابقة لم تتكرر في مكان آخر”، مضيفًا: “هناك حاجة جادة لتغطية هذا الحدث بشكل أكبر ونقل الحقيقة إلى المجتمع الدولي” .

زر الذهاب إلى الأعلى