كتب – محمود سعد دياب:
لأول مرة؛ أقامت سفارة الصين بالقاهرة، حفل رسمي افتراضي بمناسبة الذكرى الـ 71 لتأسيس جمهورية الصين الجديدة، وقال السفير لياو لي تشيانج إن الحفل تم تنظيمه بهذه الطريقة تماشيًا مع الإجراءات الاحترازية بسبب تفشي وباء كورونا، وحفاظًا على حياة وصحة المشاركين.
وخلال كلمته عبر تقنية الفيديوكونفرانس، قال السفير الصيني لياو لي تشيانج، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أرسل برقية تهنئة لنظيره الصيني شي جين بينج بمناسبة اليوم الوطني، مشيدا بالطفرة التي شهدتها علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين خلال السنوات الماضية، متمنيا أن يتقدم التعاون العملي في شتى المجالات إلى الأمام بخطوات حثيثة.
وأضاف أن مصر والصين تنتميان إلى الدول الكبيرة النامية، فتحرص الصين على العمل مع مصر وغيرها من الدول سويا على حسن التعامل مع الصراعات الإقليمية والإرهاب وتغير المناخ والأمن السيبراني والأمن البيولوجي وغيرها من التحديات العالمية، بما يخدم المصالح المشتركة لجميع شعوب العالم وبناء مستقبل أفضل للبشرية.
وأكد تضامن وتكاتف مصر والصين في التصدي لجائحة كورونا، تحت رعاية وإرشاد الرئيسين، أمرًا يعمق من حجم الصداقة بينهما ويمنح الغلاقات المشتركة أفاقًا جديدة، موضحا أن بكين لن تنسي أن الرئيس السيسي بعث في الفترة الحرجة لمكافحة الفيروس رسالة تضامن إلى نظيره الصيني وكلف وزيرة الصحة والسكان هالة زايد بزيارة بلاده حاملة معها المستلزمات الطبية.
وأضاف أنه تم إضاءة ثلاثة معالم أثرية مصرية بألوان العلم الصيني ردا للجميل، وقدمت الحكومة الصينية 4 دفعات من المساعدات الطبية إلى الحكومة المصرية، فضلا عن تبرع مؤسسات المجتمع المدني الصينية والشركات الصينية بكميات كبيرة من المستلزمات الطبية والوقائية لصالح مصر الصديقة، مشيرا إلى أن الجانب الصيني قام بتزويد الجانب المصري بأحدث نسخة برتوكول التشخيص والعلاج وبرتوكول الوقاية والسيطرة وغيرهما من الوثائق الفنية الخاصة بالجائحة أولا بأول، كما تم عقد 6 اجتماعات افتراضية عبر تقنية الفيديوكونفرانس بين خبراء الصحة من البلدين لتبادل الخبرات والتجارب.
وأوضح السفير الصيني، أن التعاون بين البلدين في مجال اللقاحات ضد كورونا، يخطو خطوات ثابتة، مضيفًا أن اللجنة الوطنية الصينية للصحة ووزارة الصحة والسكان المصرية، ستوقعان على خطاب نوايا بشأن إجراء التعاون في لقاحات ضد جائحة (كوفيد-19)، مؤكدا أن الصين ستفي بتعهدها الجدي بأن اللقاحات الصينية ستكون منفعة عامة للعالم عندما تنتهي من التطوير وتكون جاهزة، وستكون القارة الإفريقية بما فيها مصر من أوائل المستفيدين منها.
وأضاف السفير لياو لي تشيانج أن الجائحة لم تتمكن من إيقاف تدفق واستمرار التعاون المصري الصيني، لأنهما بلدان شريكان يعملان على استئناف العمل والإنتاج، وأن “تسريع” ذلك التعاون العملي أمر من شأنه أن يعوض الوقت الضائع، مشيرا إلى أن قيمة التجارة الثنائية بلغت 6.692 مليار دولار بزيادة قدرها 2.7% في النصف الأول من هذا العام، وذلك على الرغم من تفشي جائحة (كوفيد-19).
كما نجحت الشركات الصينية العاملة بمصر في ضمان التقدم في تنفيذ المشروعات التعاونية النموذجية في إطار مبادرة “الحزام والطريق” مثل مشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة ومشروع القطار المكهرب بمدينة العاشر من رمضان، وذلك من خلال الجهود الحثيثة على مسارين متوازيين، مسار الوقاية من فيروس كورونا المستجد ومسار الحفاظ على السير المنتظم لأعمال البناء والتشييد.
وأشار إلى أن حجم الاستثمار الصيني المباشر في مصر بلغ 71.68 مليون دولار بزيادة قدرها 34.6% على أساس سنوي، وذلك في النصف الأول من هذا العام، لافتا إلى تنظيم سلسلة من الفعاليات الثقافية المتنوعة عبر الإنترنت لمواصلة تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين، كما تم التوقيع على مذكرة التفاهم بشأن إتاحة تدريس اللغة الصينية في مدارس التعليم قبل الجامعي بمصر كلغة أجنبية ثانية اختيارية التي تتيح فرصة جديدة لتقوية التعاون التعليمي بين البلدين.
وأكد أن جائحة كورونا كشفت الضرورة الملحة لإصلاح وتحسين منظومة الحوكمة العالمية، وزادت توافق وتلاحم الصين ومصر في رؤيتهما في هذا الشأن، مؤكدًا أن الصين ومصر صديقان جيدان يشتركان دائما في السراء والضراء كتفا بكتف، حيث وجدت الدولتان القواسم المشتركة التي تجمعهما في إطار الوعي بأهمية إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، ومن ضمن هذه القواسم المشتركة بناء العلاقات الدولية على أساس الاحترام المتبادل والمساواة والعدالة والمكاسب المشتركة ودعم تعددية الأطراف والتجارة الحرة مع نبذ الهيمنة والتنمر والاستبداد.