روسيا وأوكرانيا: فولوديمير زيلينسكي يحث الغرب على سرعة تسليم الدبابات ويطالب بطائرات مقاتلة

صدر الصورة، EPA

قصفت موسكو مناطق في أوكرانيا، بعد يوم من تعهد ألمانيا والولايات المتحدة بإمداد كييف بدبابات لمساعدتها في صد الغزو الروسي.

وأعلنت السلطات في كييف مقتل شخص، على الأقل، وإصابة اثنين آخرين من جراء قصف بالصواريخ وبطائرات مسيرة.

ووردت تقارير بشأن ضربات استهدفت مناطق أخرى في جنوبي أوكرانيا.

وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الزعماء الغربيين على الإسراع بتقديم الدبابات لدعم قواته.

وطالب زيلينسكي الغرب أيضا بإرسال صواريخ بعيدة المدى وطائرات مقاتلة.

وجاءت تعليقاته بعد إعلان الولايات المتحدة وألمانيا أنهما سيرسلان دبابات أبرامز وليوبارد إلى أوكرانيا.

وشجبت روسيا الإعلان، ووصفته بأنه “استفزاز صارخ”، وقالت إنها ستدمر أي دبابات تزود بها أوكرانيا.

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين، إن الدبابات “ستحترق مثل باقي الدبابات. إنها فقط باهظة الثمن.”

وقال زيلينسكي إنه أخبر الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، إنه “يجب إحراز تقدم في جوانب أخرى من تعاوننا الدفاعي” – مع سعي أوكرانيا إلى الحصول على إمدادات من الصواريخ الطويلة المدى والمدفعية.

ولم يضغط زيلينسكي فقط من أجل التسليم الفوري للدبابات الغربية، ولكن طالب بأعداد كبيرة منها، وقال: “يجب أن نشكل قوة دبابات، قوة تضرب الطغيان فلا تقوم له قائمة بعد ذلك”.

تعزيز الدعم العسكري الغربي

ومن المرجح أن يركز زيلينسكي الآن على تزويد القوات الجوية الأوكرانية بطائرات مقاتلة أكثر تقدما من الناحية التكنولوجية بعد تأمين الدبابات، غير أن العديد من الحكومات الغربية لا يزال يعارض مثل هذه الخطوة – خوفا من استخدام تلك الطائرات لضرب أهداف داخل روسيا.

وهذا ما قاله المستشار الألماني، أولاف شولتز، في خطابه أمام البرلمان (البوندستاغ) في برلين الأربعاء، الذي حدد فيه تفاصيل خطة الدبابات، حينما قال “لن يكون هناك تسليم لطائرات مقاتلة إلى أوكرانيا”.

وأعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الأربعاء أن الولايات المتحدة سترسل 31 دبابة قتالية من طراز أبرامز إم 1 إلى أوكرانيا.

وأعلنت واشنطن قرار تسليم الدبابات بعد ساعات من إعلان ألمانيا أنها سترسل 14 من دبابات ليوبارد 2 إلى ساحة المعركة الأوكرانية.

ومهدت برلين بذلك الطريق أمام الدول الأوروبية الأخرى للتبرع بالدبابات الألمانية الصنع من مخزونها.

وضغطت أوكرانيا على الحلفاء الغربيين لإرسال هذه المعدات منذ عدة أشهر.

وأشادت كييف بالخطوة باعتبارها نقطة تحول من شأنها أن تسمح لجيشها بإعادة الزخم، واستعادة الأراضي المحتلة، بعد عام تقريبا من غزو موسكو.

وقالت أيضا إن الدبابات يمكن أن تساعد في ردع هجوم روسي محتمل في الربيع.

وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عند إعلانه قرار إرسال دباباته إلى ساحة المعركة، إن بوتين كان يتوقع “إضعاف عزيمة” أوروبا والولايات المتحدة، مضيفا: “كان مخطئا منذ البداية ولا يزال مخطئا”.

وقال “سنمنح أوكرانيا أيضا الأجزاء والمعدات اللازمة لدعم هذه الدبابات بشكل فعال في المعركة”.

وأضاف: “هذا يتعلق بمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن الأراضي الأوكرانية وحمايتها. وليس تهديدا هجوميا لروسيا.”

وقال بايدن إن كتيبة الدبابات الأوكرانية تتكون عادة من 31 دبابة، ولهذا اتفقنا على هذا الرقم.

ويمثل قرار الولايات المتحدة انعكاسا في موقفها إذ أصرت إدارة بايدن لبعض الوقت على أن دبابات أبرامز إم 1 الثقيلة سيكون من الصعب تسليمها، كما أن صيانتها باهظة الثمن وصعبة بالنسبة إلى القوات الأوكرانية.

وتعد المدرعة العسكرية الأمريكية الصنع واحدة من أحدث دبابات القتال في العالم، وتتطلب تدريبا مكثفا للعمل.

وتشمل الحزمة الأمريكية البالغة 400 مليون دولار أيضا ثماني مركبات إنقاذ يمكنها سحب الدبابات إذا علقت، بالإضافة إلى الذخيرة والمعدات والتمويل للتدريب والصيانة.

لكن من المحتمل ألا تصل الدبابات إلى ساحة المعركة قبل مرور عدة أشهر.

وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إنه لم يكن هناك فائض في مخزون دبابات أبرامز في المستودعات الأمريكية. وبناء على هذا فسيتعين شراؤها من متعهدين خاصين، أو شراؤها من بلد آخر.

أما الدبابات ليوبارد2 الألمانية الصنع فسوف ترسل من المخزونات الحالية. ومن المتوقع أن تصل في غضون فترة تمتد من شهرين إلى ثلاثة أشهر. وتعد تلك الدبابات على نطاق واسع واحدة من أكثر دبابات القتال المتاحة فعالية.

وجاء قرار إرسال الأسلحة الثقيلة بعد أسابيع من الجدل الدبلوماسي. فقد واجهت ألمانيا ضغوطا دولية متزايدة لإرسال الدبابات، وثمة تقارير تفيد بأن القرار النهائي كان مشروطا باتخاذ الولايات المتحدة قرارا مماثلا.

وقال كيربي عندما سئل إن كان القرار الأمريكي اتخذ لمنح ألمانيا غطاء لإرسال الدبابات: “لن أستخدم كلمة غطاء. ما يفعله هذا القرار هو إظهار مدى اتحادنا مع حلفائنا”.

وعزا التغيير في موقف واشنطن إلى الأوضاع على الأرض إلى جانب التكتيكات الروسية، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.

وقال مسؤولون في برلين إن الأطقم الأوكرانية ستتدرب قريبا على استخدام دبابات ليوبارد في ألمانيا.

وينظر إلى حصول أوكرانيا على دبابات من الغرب باعتباره انقلابا دبلوماسيا لزيلينسكي، الذي قال الثلاثاء إن بلاده طلبت 300 منها على الأقل لهزيمة روسيا.

ويمتلك العديد من الدول الأوروبية دبابات ليوبارد2 في قوائم أسلحتها، ويعني القرار الألماني أنه يمكن أيضا إرسال بعض هذه الدبابات إلى أوكرانيا. وتأمل ألمانيا أن ترسل حوالي 90 في نهاية المطاف إلى ساحة المعركة.

وتريد بولندا تصدير 14 دبابة ليوبارد 2 إلى أوكرانيا، وأعلنت النرويج في وقت لاحق الأربعاء أنها سترسل بعض مركباتها المدرعة – رغم أنها لم تذكر عددها.

وكانت بريطانيا أول عضوة في الناتو تتبرع بالدبابات الحديثة لأوكرانيا عندما أعلنت حكومة رئيس الوزراء ريشي سوناك أنها ستوفر 14 دبابة قتالية من طراز تشالنجر 2.

، روسيا وأوكرانيا: فولوديمير زيلينسكي يحث الغرب على سرعة تسليم الدبابات ويطالب بطائرات مقاتلة

زر الذهاب إلى الأعلى