د. طاهر مرسي يكتب: الشيخ كيرلس وأبونا علي .. كيف كانت مصر قبل الهجمة السلفية؟

كنا تلاميذ صغار بالمرحلة الابتدائية فى مدرسة مكارم الأخلاق الإسلامية بالعباسية .. حين اتى الينا الشيخ على قرني أستاذ اللغة العربية والدين ليبلغنا ان اخواننا المسيحيين قد شرعوا فى بناء كنيسة كبرى (الكاتدرائية المرقسية) وأنهم يجمعون من بينهم التبرعات لبناء هذة الكنيسة وقال لنا ان الكنيسة بيت من بيوت الله ومن يساهم فى بنائها كأنه يساهم فى بناء مسجد وأن الله سبحانه وتعالى سيرد لنا هذه المساهمة حسنات وحسنات ..

فأخذنا نتسابق فى التبرع من مصروفنا الخاص والذي لم يكن يتعدى فى هذه الايام بضعة قروش اسبوعيا وكان بعضنا يتبرع بالملاليم او بنصف القرش ( التعريفة) ولما اكتمل لنا مبلغ معقولا كون منا الشيخ على مجموعة ورتب لنا لقاء بصحبته مع “البابا كيرلس السادس” ..

وقد استقبلنا الرجل الفاضل أفضل استقبال ويشهد الله انه تأثر بلقائنا وبما قدمناه من تبرع صغير غاية التأثر وعندما أخذنا نتجاذب معه أطراف الحديث سمعنا منه ما اثلج صدورنا قال لنا ان أخلاقكم عظيمة  وان احد دلائل عظمتها ما فعلتموه انتم الآن .. وعندما لاحظ البابا ارتباكنا لعدم معرفتنا كيف نناديه وبماذا ندعوه عندما نخاطبه اقترح علينا ان نناديه بالشيخ كيرلس .. فضحك الشيخ على وطلب منا ان نناديه هو بابونا على وانتهت المقابلة وخرجنا فى غاية السعادة ..  انني اهدي هذا الموقف لمن يتخيلون انهم يخدمون دينهم بالإساءة لدين الاخرين واقول لهم سوف تبقى مصر بلد كل المصريين .

#يرحمكم_الله

زر الذهاب إلى الأعلى