قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، إن مسألة الحق في تقرير المصير للشعوب أمر تستغله الدعاية الأرمينية من أجل تضليل الرأي العام الدولي المؤلف من الناس العاديين غير المتخصصين في القانون الدولي.
ونشرت وكالة أنباء أذرتاج الرسمية في أذربيجان، حوارًا لقناة الجزيرة أدلى به الرئيس إلهام علييف، قال فيه إن “القانون الدولي يشرح شرحا واضحا وجليا جميع المبادئ الرئيسية التي تتضمنها وثيقة هلسينكي الختامية وهي تفضل مبدأ سلامة ووحدة الاراضي”.
وأضاف الرئيس علييف أن “مسألة تقرير المصير مبدأ مهم للقانون الدولي ولكننا اذا نظرنا الى نظام منظمة الأمم المتحدة ووثيقة هلسنكي الختامية فنجد أن تقرير المصير يجب ألا يضر وحدة أراضي أي دولة، والامر المهم الاخر هنا يعود الى أن تغيير وحدة اراضي بلد لا يجوز أن يكون بتطبيق القوة ولن يغير إلا بموافقة أهالي البلد”.
وأوضح علييف أن “الشعب الأرميني قد قرر مصيره ولهم دولة أرمينيا المستقلة”، كما أن “الأرمن يقيمون اليوم في كل منطقة ويسكنون حاليا في فرنسا والولايات المتحدة الامريكية وروسيا والشرق الاوسط وغيرها”، مضيفًا: “ليطلبوا حق تقرير المصير في تلك البلدان” وتابع قائلا إنه “إذا طلب الارمن اراض لا تخص بهم وبسبب مجرد كونهم اغلبية هناك سببا لطلبهم تلك الاراضي فما تكون ردود فعل قيادات تلك البلدان؟”، وأوضح: “نعم، هذا اسلوب يستخدمونه طوال السنوات المديدة وذلك هو القدوم والطلب بدعم وبأرض ثم الأخذ في تغيير هوية تلك الأراضي التاريخية بإعداد أخبار ومعلومات مزورة حول تاريخهم المزعومة وبطلبهم بتلك الاراضي لأنفسهم خصيصا”، وأكمل: “فذلك، ولتمنح البلاد التي تدعو لمنح حق تقرير المصير لمنطقة قراباغ الجبلية أجزاء من أراضيها للأرمن من قراباغ الجبلي وتستقبلهم وتمنح لهم هناك في أراضيها حق تقرير المصير للامن فأنظر انا ما تكون ردود فعلها؟”.
وأكدت الوكالة الرسمية للأنباء أذرتاج، أن نزاع قراباغ الجبلي أحد أكبر نزاعات في التسعينيات اندلع بين جمهوريتي جنوب القوقاز أذربيجان وأرمينيا عام 1988م بسبب مطامع أرمينيا على أراضي أذربيجان، وما برحت أرمينيا تحتل منذ عام 1992م 20% من الأراضي الأذربيجانية التي تضم إقليم قراباغ الجبلي المتكون من 5 محافظات و7 محافظات أخرى غربي البلاد إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي أغدام وفضولي وخوجاوند وتارتار وأغجابدي وجورانبوي متسببة بتهجير أكثر من مليون أذري من أراضيهم ومدنهم وقراهم وبلداتهم فضلا عن مقتل عشرات آلاف الشخص. ورغم استمرار المحادثات بين البلدين منذ وقف إطلاق النار عام 1994م إلا أن عدم التزام أرمينيا بنظام وقف إطلاق النار وضربها بالمحادثات عرض الحائط واستمرارها اتخاذ موقف غير بناء وخرقها للهدنة بشكل شبه يومي كان سببًا رئيسيًا في اندلاع الاشتباكات أحيانا على الحدود بين الجانبين. وتجري محادثات السلام غير المثمرة حتى الآن تحت رعاية مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي المتشكلة من 11 دولة والتي ترأسها دول روسيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية المندوبات المشاركات في رئاستها.
وهاجمت قوات الاحتلال الأرميني على مواقع الدفاع الأذربيجاني عند الحدود الأرمينية الأذربيجانية في محافظة طاووس الأذربيجانية في يوليو عام 2020م باستخدام الأسلحة الثقيلة مستهدفة المناطق السكنية خاصة.
كما أقدمت على حملات واسعة النطاق على جميع طول خط المواجهة 27 سبتمبر 2020م مما أدى إلى اضطرار قوات الدفاع الأذربيجاني إلى تنفيذ حملات مضادة على قوات الاحتلال الارميني الإرهابي في اشتباكات ومعارك عنيفة اندلعت بين الطرفين. وحررت قوات الدفاع الأذربيجاني بضع قرى محتلة على طول خط الجبهة وما برحت الحرب الوطنية العظمى دائرة على طول جميع خط التماس.
وما برحت عملية الحملة المضادة المسماة بالحرب الوطنية العظمى لتحرير جميع الاراضي المحتلة الاذربيجانية ضد قوات الاحتلال الارميني الإرهابي مستمرة ليل نهار بنجاح.