عدة أوهام حول الأورام الليفية تجعل المرأة تخشى سماع اسمها، رغم أنها ليست مرعبة لهذه الدرجة، وإن كانت معطلة لأحلام كثيرة وبينها الأمومة.
لكن ليست كل الأورام خبيثة وليست كل عمليات إستئصالها مرعبة، واختيار الطبيب الماهر والمكان المناسب لعملياتها وراء نجاح التخلص والشفاء منها والخروج إلى الحياة الطبيعية والنشاط المعتاد فى نفس يوم العملية.
وقد أنجزت جراحة المناظير الكثير فى هذا الشأن لتجعل عمليات استئصال الأورام الليفية مسألة سهلة غير مؤلمة ولا يخشى معها من ترك أية آثار لجراحة وخياطة وغيرهما.
لكن نود التنويه إلى حقائق هامة فى هذا المقال حول الأورام الليفية، فهى أورام لا يمكن الإصابة بها قبل سن البلوغ، أي أنها تهدد الفتاة بعد البلوغ فقط وتكبر وتزيد بالحمل، فنجد واحدة من كل ٥ سيدات فى العالم مصابة بورم ليفي، وهو مؤشر خطير ومعدل إصابة مرتفع للغاية.
وعلاج الأورام الليفية يكون بحسب حالة الإصابة بها، ويكون ما بين علاج دوائي وجراحي، عبر منظار أو فتح بطن بالجراحة، ومن أعراضها الشكوى من نزيف مهبلي زائد بلا ألم، والشعور بمغص أسفل البطن، وهى تتسبب مباشرة فى تأخر الحمل أو تكرار الإجهاض، وقد تتعدد وتتكرر.
الأورام الليفية ٥ أنواع، منها ما يصيب بنزيف وما يؤخر الإنجاب وما يسبب الإجهاض المتكرر ومنها ما يتسبب فى كل ما سبق معا.
ويمكن إزالة الورم الليفي بالمنظار أو الجراحة حسبما يحدد الطبيب بناء على حجم الورم الليفي ومكانه وعدده، وله رؤيته الخاصة فى تقدير الأمر استنادا إلى مدارس طبية متنوعة.
أثناء الولادة القيصرية على الأغلب لا يقترب الطبيب الذكي من الورم الليفي، ويكون أداؤه حذرا فى التعامل مع الموقف، ولو أن طبيبا راغبا فى الاستسهال فإنه يتحدث عن إزالة الرحم مع الورم الليفي ويقطع طريق الأمل فى الإنجاب لفتيات مقبلات على الزواج أو زوجات لم ينجبن، وتلك كارثة بالتأكيد، إذا ما قارننا الأمر بطبيب ماهر يستطيع تفتيت الورم الليفى والخلاص منه والحفاظ على صحة المرأة وحقها فى الإنجاب وسلامة أعضائها.
أخيرا؛ فإن تحذيرا شديد اللهجة أوجهه إلى المرأة، لا تقلقي من الورم الليفي، ولا تقتنعي بسهولة برأي طبيب يحدثك عن استئصال الرحم إلى جانب الورم الليفي قبل أن تعيدي استشارة أكثر من طبيب له خبرته الطويلة فى هذا التخصص.
* الكاتب استشاري أمراض النساء والولادة والحقن المجهري