«أَغَثْنَا يا رَحيمْ» .. خواطر بقلم الكاتبة سمية الجعفري

(بنت النور)

القلوب الرحيمة أُهْلكتْ مما تراه يا الله، يَشطُرها عَجزْ الضعفاء وإحتياج الفقراء فتسارع إلى العطاء، لكنْ ذلك لا يكفي، كيف تروي قَطَراتْ نَدى صحراء ؟!

القلوب أراضي قَاحلةْ صُمَتْ عن سماع النداء..

الرضيع يصرخ جوعا”، والحليب غادر أثداء النساء..

الجوع يَنهمشْ أجساد الفقراء، وهناك من يَرتَجي شَربةْ حلوة من الماء..

الشوارع مَلئا بضحايا أبرياء، أطفال أحتضنتهمْ أرصفة الطرقات ودَفأتهمْ أنوار الإشارات..

أباء وأمهات ضَاقتْ بهم قلوب الأبناء، اَلقوهمْ بَعدما أفنوا سنواتهم في البناء..

عُليتْ الأسوار والأنفس سُلسلتْ بالقيود، لا تملك حق الحديث أو الإصغاء، العجز أَطْبقْ على أرواحنا، مَنْ يُنصفْ من التَجَبُرْ الأبرياء ؟!

الظلم يَسْري في الأجساد مَسْرىَ الدماء، والبقاء أصبح للأكثر جُورا” وعَداء..

البشر ما عَادوا بشر وضَاقْ بهم كل ما حَوته الحياة..

الحجر يَهْجُو الحجر على ذنبٍ لا يُغتفرْ، وأستجدته تلك الحجرة الطيبة للسماح و المغفرة، لكنه أَبَىَ، على غِرارْ ما تَعلمُه من مُعاشرة البشر..

الأوراق وَدعتْ الشجر بقبلاتٍ حارة وقالتْ الرحيل قدرْ، لَنْ أُظللْ على قلوب فَاقتْ في القسوة الحجر، الحجر أحنً، إنْ إنْبثقْ من بين ثَناياه الماء يُزْهَرْ وقلوب البشر للرحمة لا تُثمرْ..

الرمال تَطايرتْ حَباتها كالشَررْ، اَطْبقتْ على روحها أقدام البشر..

أمواج البحور تَعْدُو لَاهثه خلف أشعة الشمس المُحرقة، لتَزُفَها أبخرة تُعانقْ السماء حيث النقاء..

العصافير زَقزقتها بُكاء على القلوب الثَكلىَ العاجزة..

سمعت الأم تُحدثْ أبنها وتَبُثه الصبر والمواساة، ليتحملْ قسوة الحياة..

آنًتْ العصافير لضعفهم وبَكتْ على أوجاعهم ولَمْ تَرحمْ قلوب البشر..

قطط الشوارع البائسة إحتضنت الطفلة المُلقاه في سلة المهملات، رَجَمتها ولَمْ ترحمها أمها..

الكلبُ يَعدُو هاربا” مَنْ قَنْصْ غَلاظْ القلوب، واَحْتمى في حضن عجوز ضعيف يَفْترشْ الرصيف، الرحيم رَحمَ الرحيم..

الرسالات السماوية أَجْمعْ جاءتْ بالمحبة والسلام والرحمة والوئام..

أتقياء القلوب تَتآكلْ أنفسهم، وما عَادتْ تتحمل تلك الآلآم..

ليس بيننا كَليمَكْ موسى لتشقْ لنا البحر وتُنجينا من الظالمين..

وليس بيننا لوط ليذهبْ بالمؤمنين مُصْبحين وتُمطرْ بحجارة مَنْ سِجيلٍ مَنضُودٍ الفاسقين..

وليس بيننا نوح لنَستقلْ مَعه السفينة ونَنجُو من الغَرقْ المُبينْ..

لكننا أُمَةْ مُحمدْ حَبيبكْ وشَفيعنا، بيننا الصالحينْ والمصلحينْ والمستغفرينْ والمُوحدينْ، نَعْبدكْ حَقً العبادة ويَسْكُنا في رَحْمتكْ اليقينْ..

الأمرُ كُلهْ ما بين يديك وإنْ أردتْ كانْ ،أَغَثْنَا يا رحيم..

زر الذهاب إلى الأعلى