مسئول سوداني: أثيوبيا دخلت الفشقة بعصابات “الشفتة” ثم الميليشا والآن بجيشها

أكد الدكتور معاذ تنقو رئيس مفوضية القومية للحدود بالسودان، أن الوجود الأثيوبي في منطقة الفشقة، في شرق السودان، كان بعصابات “الشفتة” أولا، ثم تطور إلى ميليشا، والآن دخل الجيش الأثيوبي نفسه في هذه المنطقة، مشددا على أنه في مختلف المفاوضات والمناقشات مع الجانب الأثيوبي، لم يتم أبدا بحث أي نزاع حدودي بين البلدين، فأرض الفشقة “سودانية مائة في المائة”.

ودُشنت مساء اليوم السبت “مبادرة القطاع الخاص لدعم وإسناد القوات المسلحة”، بحضور رئيسي مجلسي السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، والوزراء الدكتور عبد الله حمدوك.

وقال الدكتور معاذ تنقو – في كلمة عرض خلالها لمحة عن الحدود السودانية الإثيوبية – إن حدود السودان مع أثيوبيا من الحدود القديمة قدم التاريخ، لافتا إلى أن الحدود الحديثة مع إثيوبيا بدأت بالتفاوض مع الأمبراطور الأثيوبي منليك، الذي قدم مطالبات محددة، في أن يُمنح كدولة مسيحية وحيدة في القارة الأفريقية، بعض الأراضي الزراعية السودانية، وبالفعل استجابت بريطانيا لتلك المطالب، وصيغت اتفاقية بتحديد تلك الحدود، وقعها ملك ملوك الحبشة بنفسه، ثم كونت لجنة لوضع العلامات على هذه الحدود، وهذه اللجنة قامت بعملها في عام 1903، وكانت برئاسة الرائد جوين.

وعرض تنقو الخريطة الأصلية للحدود بين السودان وأثيوبيا، وفيها العلامات التي وضعتها لجنة الرائد جوين، لكنها كانت علامات متباعدة، مشددا على أن أثيوبيا اعترفت أكثر من مرة بتلك النقاط، وهذا الخط.

وأوضح أنه تم تشكيل لجنة سودانية إثيوبية، لوضع علامات إضافية، وفي عام 1973 اعتذرت أثيوبيا عن إتمام العمل، لافتا إلى أنه تقرر وضع علامات كل اثنين كيلومتر، بدلا من 25 كيلومترا، ورفعنا الأمر في عام 2011، للجنة السياسية، وصادق رئيسا البلدين على هذه العلامات، لإتمامه على الأرض.

وأوضح أن تلك المنطقة سودانية، وقامت الدولة بتوزيعها للحيازات على المزارعين منذ الستينيات، وبدأت التعديات الإثيوبية بثلاثة مزارعين في عام 1957.

وقال إن الأثيوبيين يتحججون بمادة في مذكرة تفاهم تقول بالحفاظ على الوضع الراهن، وبالتالي على السودان القبول بالوضع الحالي، لكن في الحقيقة هناك تعمد من الجانب الإثيوبي ألا ينظر في النصوص الأخرى، حيث التزمت أولا بتخطيط ووضع العلامات الحدودية، والمادة الثالثة تحدثت عن وجود المزارعين الإثيوبيين في الأراضي السودانية، وتتحدث عن التزام إثيوبيا بمنع مواطنيها من الدخول في أراضي السودان، وأن تحافظ إثيوبيا على خط التمييز الذي تم وصله في عام 1973، والذي فصل بين نحو 50 مزارعا إثيوبيا والمزارعين السودانيين، حيث لم تمنع إثيوبيا مواطنيها من الدخول في أراضي السودان، ولم تمنع تكاثر حيازاتهم، بل ساعدت بصورة ما عصابات “الشفتة” أن يطردوا المزارعين السودانيين من القرى.

وأضاف أنه حتى عام 1974 كان الاثيوبيون موجودين في الفشق الكبرى فقط، ولم يكن لهم وجود في الفشقة الصغرى، وبعد ذلك تم احتلال غالبية الحيازات الزراعية السودانية، بواسطة الاثيوبيين، حتى دخل الآن الجيش السوداني إلى هذه المناطق وعاد إلى معسكراته القديمة، والتي أنشأها السودان، في عهد الديمقراطية الثانية، إبان حكم رئيس الوزراء الراحل الإمام الصادق المهدي.

وأضاف أنه بعد اعادة انتشار الجيش السوداني في مناطق أخرى في عام 1995، بدأ الاثيوبيين في الدخول إلأى المنطقة من خلال “الشفتة”، ثم الميليشيا، ثم الآن دخل الجيش الاثيوبي نفسه في هذه المنطقة، مشددا على أنه أثناء عمل اللجان الميداني في عام 2010، لم يكن للجيش الاثيوبي أي وجود في تلك المنطقة.

وكان تدشين مبادرة القطاع الخاص لدعم وإسناد القوات المسلحة، بدأ بعزف السلام الوطني لجمهورية السودان، تلاه تلاوة آيات من القرآن الكريم، وأكدت ممثل اللجنة العليا للمبادرة خلود حسين، ضرورة الوقوف صف واحد خلف القوات المسلحة، بعد إعادة انتشاره في بقاع شرق السودان، مشددة على أن كل قطاعات المجتمع الخاص، احتشدت خلف القوات المسلحة، لدعما معنويا قبل الدعم المدني.

وتحدث ممثلون عن مختلف قطاعات مجتمع الأعمال الخاص في السودان، فأكدوا ضرورة الوقوف خلف القوات المسلحة في هذه المرحلة التاريخية من تاريخ البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى