كورونا تُسِرع من سيطرة الروبوتات على المنظومة الزراعية

كتب: إبراهيم جمال                           

في ظل تفشي فيروس كورونا وزيادة أعداد الإصابات والوفيات على نطاق واسع عبر العالم، أدي إلى إحداث تأثير كبير على الأنشطة الزراعية في العديد من البلدان، وتقييد توافر الإمدادات الزراعية نتيجة قرارات الإغلاق التي اتخذتها بعض الدول لمواجهة تفشي الوباء والتي تسبب في نقص الأيدي العاملة وارتفاع كبير في الأجور، وبالتالي زيادة تكاليف الإنتاج.

ودفعت المخاوف بشأن الوباء تسليط الضوء على القضايا المتعلقة بنقص المواد الغذائية والمخاطر المحيطة بعدم القدرة على توفير الغذاء للأسواق المحلية، لذلك لجأ المزارعون إلى أساليب الزراعة المتقدمة بتقنية الذكاء الاصطناعي والروبوتات لملء الفراغات الناتجة عن نقص العمالة ونقل عملية الإنتاج إلى مستوى متقدم لتلبية الطلبات التراكمية على الغذاء.

 

الثورة الزراعية الرابعة

يعد استخدام الذكاء الاصطناعي طريقة فعالة لمراقبة وتحديد العيوب المحتملة ونقص المغذيات في التربة باستخدام نهج التعرف على الصور التي تلتقطها الكاميرات لتحليل أنماط النباتات، وفهم عيوب التربة والآفات النباتية والأمراض، وإدارة الأعشاب الضارة وجمع البيانات لمراقبة الحشائش التي تساعد المزارعين على رش المواد الكيميائية فقط في الأماكن التي توجد فيها الأعشاب الضارة، وهذا يقلل بشكل مباشر من استخدام الرش الكيميائي لحقل بأكمله، ونتيجة لذلك، يقلل الذكاء الاصطناعي من استخدام مبيدات الأعشاب في الحقل مقارنة بحجم الكيماويات التي يتم رشها في العادة.

ويقول باحثون في جامعة فلوريدا الأميركية، إن العالم يحتاج في الوقت الحالي إلى تدخلات تقنية ضخمة لزيادة إنتاج الحبوب الغذائية والفواكه والخضروات، وكل بلد يكافح من أجل الاكتفاء الذاتي في المنتجات الزراعية، حتى يكون مستعدًا لأي احتمال في المستقبل، مشيرا إلي إن الخيار الوحيد للتعامل مع هذا الوضع الوبائي والحفاظ على مخزون الغذاء هو الاعتماد على الروبوتات والتقنيات الزراعية المتقدمة التي تنطوي على الحد الأدنى من التدخل البشري وزراعة المحاصيل القصوى في الحد الأدنى من المساحة.

وذكرت دراسة حديثة عن سوق الذكاء الاصطناعي والروبوتات في القطاع الزراعي عن نمو صناعة الروبوتات الزراعية في النصف الثاني من عام 2020، وتوقعت الدراسة أن يصل المبيعات إلى أكثر من مليار ونصف المليار دولار أمريكي بحلول نهاية عام 2025.

وكشفت الدراسة إلى طرق متقدمة لتحسين إنتاج المحاصيل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات التي تساعد في مراقبة المحاصيل والتربة وتوفير بيانات الأرض للمزارعين للتنبؤ بحالة المحاصيل، واكتشاف الأمراض في الآفات والنباتات، ومن المتوقع أن يؤدي تطوير مثل هذه الروبوتات المبتكرة إلى زيادة إيرادات سوق الروبوتات الزراعية في المستقبل القريب.

                                          روبوت يقاوم الآفات الزراعية بواسطة الليزر | منوعات | نافذة DW عربية على حياة المشاهير والأحداث الطريفة | DW | 12.06.2017       

وأوضحت الدراسة ان النمو في تقنية الذكاء الاصطناعي يحسن ممارسات إدارة المحاصيل، مما يساعد العديد من شركات التكنولوجيا على الاستثمار في الخوارزميات التي أصبحت مفيدة في الزراعة، ولديها القدرة على حل التحديات التي يواجهها المزارعون.

وقالت إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة في مجال الروبوتات الزراعية في الولايات المتحدة أن القطاع الزراعي سوف يكون قادرا على إنتاج كميات وفيرة من الطعام بأقل آثار بيئية سلبية ممكنة باستخدام الذكاء الاصطناعي، موكدة انها لا تتطلب سوى القليل جدًا من القوى العاملة، ويمكن للمزارع أن تتحول إلى جيل جديد من الروبوتات الزراعية التي تعمل بشكل مستقل وذكي وأكثر كفاءة وإنتاجية، مما يوفر الكثير من الوقت والطاقة بشكل مفيد خاص بالنظر إلى حجم العمل المطلوب القيام به للمحاصيل، مع نمو السكان.

 

تأثير الذكاء الاصطناعي والروبوتات على الأيدي العاملة

منذ أواخر القرن الثامن عشر، كان الشاغل الرئيسي فيما يتعلق بالتغير التكنولوجي هو قدرتها على استبدال العمل البشري بالآلات، مما قد يؤدي إلى فقدان الوظائف وزيادة نسبة البطالة، حيث تناولت ورقة بحثية حديثة أعدها معهد ماكينزي العالمي عن الآلات التي تستولي على 50% من الوظائف بحلول عام 2055، وأشار البحث ان العالم سيغرق في بطالة جماعية على مدى العقود المقبلة.. ونحتاج إلى حل فعلي في إعادة توزيع مهام العمل على نطاق واسع، ولابد ان نتقدم مع استمرار البشر بالعمل يدًا بيد مع الآلات”.

وتشير قراءات بعض الخبراء على ان الذكاء الاصطناعي سوف يؤثر على ربع وظائف العالم بحلول عام 2050، ويمكن أن تختفي صناعات بأكملها تميل الوظائف في التصنيع والزراعة والخدمات الغذائية وتجارة التجزئة والنقل والخدمات اللوجستية والضيافة إلى تصدر قائمة الصناعات التي من المحتمل أن تتأثر بالأتمتة.

زر الذهاب إلى الأعلى