المهندس “محمد الصقار” يكتب : الآثار الإيجابية لرقمنة الجمهورية الجديدة

الآثار الإيجابية لرقمنة الجمهورية الجديدة

في حوار جديد مع السيد المهندس/ محمد محمود الصقار – احد خبراء التحول الرقمي والمدير التنفيذي لمجموعة الخليج المتحدة الإماراتية عن اخر التحديثات فيما يخص التحول الرقمي بجمهورية مصر العربية فقد افاد انه بكل فخر واعتزاز استطاعت العديد من المؤسسات الحكومية قطع مشاور طويل في مجال الرقمنة والميكنة تنفيذا لرؤية السيد رئيس الجمهورية.

بميكنة كافة القطاعات للعمل علي القضاء علي الفساد والتسهيل علي المواطنين وانهاء الطوابير وحفظ البيانات بشكل آمن ، وبسؤالة عن حجم الاستفادة للدولة فيما يخص الميكنة والتحول الرقمي واثارة الإيجابية علي المواطن فقد افاد الصقار بانه اصبح التحول الرقمي من الضروريات بالنسبة لكافة المؤسسات والهيئات التي تسعى الى التطوير وتحسين خدماتها وتسهيل وصولها للمستفيدين، والتحول الرقمي لايعني فقط تطبيق التكنولوجيا داخل المؤسسة بل هو برنامج شمولي كامل يمس المؤسسة ويمس طريقة وأسلوب عملها داخليا وأيضا كيفية تقديم الخدمات للجمهور المستهدف لجعل الخدمات تتم بشكل أسهل واسرع.

ويعني التحول الرقمي بكيفية استخدام التكنولوجيا داخل المؤسسات والهيئات سواء الحكومية او القطاع الخاص على حد سواء فهو يساعد على تحسين الكفاءة التشغيلية وتحسين الخدمات التي تقدمها للعملاء والجمهور المستهدف من تلك الخدمات ،فهو يقوم على توظيف التكنولوجيا بالشكل الأمثل مما يخدم سير العمل داخل المؤسسة في كافة أقسامها وايضاً في تعاملها مع العملاء والجمهور لتحسين الخدمات وتسهيل الحصول عليها مما يضم توفير الوقت والجهد في آن واحد.

وقد أصبحت الضرورة ملحة اكثر من ما مضى لتحول المؤسسة رقميا، ويعود ذلك وبشكل أساسي الى التطور المتسارع في استخدام وسائل وأدوات تكنولوجيا المعلومات في كافة مناحي الحياة سوآءا كانت متعلقة ب القطاع الحكومي أو الخاص او كانت تخصنا كأفراد. لذلك هناك ضغط واضح من كافة شرائح المجتمع على المؤسسات والهيئات والشركات لتحسين خدماتها واتاحتها على كافة القنوات الرقمية.

فالتحول الرقمي له فوائد عديدة ومتنوعة ليس فقط للعملاء والجمهور ولكن للمؤسسات والشركات ايضاً ، وفي هذا الصدد ، أوضح الصقار ، يوفر التحول الرقمي التكلفة والجهد بشكل كبير ويحسن الكفاءة التشغيلية وينظمها ،كما انه يعمل على تحسين جودتها وتبسيط الاجراءات للحصول على الخدمات المقدمة للجمهور ويخلق فرص لتقديم خدمات مبتكرة وابداعية بعيدا عن الطرق التقليدية في تقديم الخدمات والتي ستساهم بدورها في خلق حالة من الرضى والقبول من الجمهور تجاه خدمات المؤسسة او الشركة ،ويعتبر تطبيقات المحمول ومواقع التجاره الالكترونية احدى هذه الطرق ، وبمجرد تطبيق هذه المفاهم سيتكون كم هائل من البيانات والمعلومات التي ستساعد بدورها متخذي القرار في هذه المؤسسات على مراقبة الأداء وتحسين جودة خدماتها بالإضافة إلى تحليل هذه البيانات والمعلومات التي ستسهل اتخاذ القرار وتحديد الأهداف والاستراتيجيات”.

وتابع “تنفيذ هذا النوع من البرامج سيسهم أيضا بتسهيل الربط بين المؤسسات وبعضها البعض أو بين المؤسسات والقطاع الخاص والذي سيكون له مردود إيجابي وواضح على الجمهور كونهم المستفيد الرئيسي من هذه الخدمات وكذلك على جودتها وضمان وجود مصدر موثوق ومترابط من البينات المعلومات.

كما يساعد التحول الرقمي المؤسسات والشركات خاصة على التوسع والإنتشار في نطاق أوسع والوصول الى شريحة اكبر من العملاء والجمهور ليس فقط في نطاق محلي ولكن يمكنها من التوسع في نطاق إقليمي ودولي من خلال التطبيقات القنوات المختلفة”.

توجد العديد من العوائق التي تعرقل عملية التحول الرقمي داخل المؤسسات والشركات على سبيل المثال تحديد الأولويات حيث ان ترتيب الأولويات قد يتجاهل التحول الرقمي كأولوية قد تساهم في تحقيق العديد من الأهداف بالإضافة الى نقص الميزاينات المرصودة لهذه البرامج. وقد يعتبر التخوف من مخاطر أمن المعلومات كنتيجة لاستخدام الوسائل التكنولوجيا احدى هذه العوائق وهو تخوف مبرر ولكن كلما زادت اعتماديتنا واستخدامنا لوسائل التكنولوجيا كان لابد من زيادة الحاجة إلى جعلها آمنة.

كما يعتبر نقص الكفاءات والقدرات المتمكنة داخل المؤسسة والقادرة على قيادة برامج التحول الرقمي والتغيير داخل المؤسسة من اهم العوائق التي تحول دون تنفيذ ناجح لبرامج التحول الرقمي وتحقيق أهدافها المرجوة.

لذلك لابد من وجود إستراتيجية واضحة مع خارطة طريق تحدد أولويات المؤسسات والاهداف التي تسعى لتحقيقها من هذا التحول ولابد من البدء التدريجي والمتوازن في برنامج التحول الرقمي بشكل تدريجي، هذه الاستراتيجية لابد أن يتم رعايتها ومراقبة تنفيذها من القيادة العليا في المؤسسة وذلك لكون تأثيرها ونتائجها تمس صميم عمل المؤسسة ، لذلك لابد من وضع الاليات والإجراءات اللازمة لمراقبة تنفيذ هذه استراتيجية التحول، وجدير بالذكر بأن استحداث وظيفة لمدير برنامج التحول سيكون له تأثير واضح وايجابي على نجاح تنفيذ الاستراتيجية.

ومن أهم عوامل نجاح أي برنامج تحول رقمي هو المستخدم أو المستفيذ أو الجمهور، لذلك يعتبر من الضروي والمهم وضع الجانب البشري في صميم وقلب عملية التحول، ولابد من ضمان مشاركتهم خلال رحلة التحول ومعرفة واستبيان أسباب عدم الرضا عن الخدمات المقدمة من قبل المؤسسة لهم ويمكن الاستعانة أيضا بوسائل التواصل الاجتماعي كتويتر أو فاسبوك لمعرفة آراء الجمهور حول مؤسسة معينه أو حول الخدمات المقدمة. كما يجب ان يمس الجانب البشري الاجراءات التي تتعلق بالخدمات المقدمة وكذلك الأدوات والوسائل التكنولوجيا التي سيتم استخدامها وذلك لتحقيق الهدف النهائي المرجو منها وهو تسهيل وتبسيط الاجراءات وضمان وصولها للمستفيد باستخدام كافة قنوات الاتصال الحديثة.

لتنفيذ برامج التحول الرقمي لابد من خطة لتطوير الكفاءات والقدرات البشرية داخل المؤسسة وتنميتها، ويكون ذلك بتوظيف كفاءات وقدرات جديدة ذات خبرة ببرامج التحول وبالاستفادة من الوسائل التكنولوجيا وأيضا وبشكل موازي تطوير القدرات والكفاءات الحالية في المؤسسة، وهذا التطوير لايقتصر على تطوير كفاءات استتخدام الوسائل التكنولوجيا ولكن يتعداه لترسيخ أهمية الرنامج التحول الرقمي للمؤسسة وللموظف وتطوير روح المبادرة والمرونه وكيفية تطوير كفاءة عمله اليومية وذلك في أعمال ووظائف ذات أهمية اكبر وذلك بعد الاستفادة من التكنولوجيا في أعمالهم اليومية.

ويعتبر التحول في ثقافة المؤسسة وبيئة العمل وتطويرها أيضا من العوامل المهمة لتحقيق النجاح في برنامج التحول الرقمي، لذلك لابد من المهم التركيز على إدارة التغيير والعمل عليه في المراحل الاولى من برنامج التحول، وتمس إدارة التغيير بيئة العمل ، وأصحاب المصلحة من تنفيذ البرنامج كالموظفين والمستخدمين الداخلين ، القطاع الخاص والحكومي ممن سيتم التعامل معهم ، والجمهور أو المستفيد النهائي من الخدمات المقدمة من المؤسسة، لذلك لابد من وضع خطة واضحة للتوعية ولترسيخ المفاهيم واهداف برنامج التحول لكافة المستويات داخل المؤسسة ، والعمل معهم في كافة مراحل تنفيذ برامج التحول وضمان تواجدهم ومشاركتهم والاخذ بارائهم وتهيئتهم وتدريبهم على آليات العمل الجديدة كنتاج لبرنامج التحول وبشكل دوري.

كما ان تحفيز بيئة العمل وتشجيع المشاركة وعلى كافة مستويات المؤسسة سيسهم بشكل إيجابي على تنفيذ البرنامج.

ولابد من توعية العملاء والجمهور ومن خلال خطة تسويقية ومن خلال كافة قنوات الإتصال المختلفة ووسائل التواصل الإجتماعي بالتغييرات الايجابية وبالتحسينات التي تمس الجمهور والتي قد تكون على سبيل المثال من خلال الخدمات الالكترونية الجديدة التي تم تطبيقها ونشر التوعية حول كيفية استخدامها.

كذلك يجب قياس ردود الأفعال لدى العملاء المستخدمين والجمهور بشكل مستمر ومدى القبول والرضى من هذا التحول وكذلك مدى الإستفادة منه.

وفي النهاية برامج التحول هي برامج مستمرة ، لا تتوقف لأنها مرتبطة بالتطورات التكنولوجيا على الساحة العالمية ، لذلك لابد وكأي استراتيجية أخرى من مراقبتها وتقييم نتائجها ومقارنتها مع افضل الممارسات العالمية وإن لزم الامر مراجعتها الاخذ بعين الاعتبار المستخدم أو العميل وضمان تواجده في قلب عملية التحول الرقمي.

موقعين داخل iframe بحجم أكبر
زر الذهاب إلى الأعلى