هذا ما نعرفه حتى الآن عن هجوم السفارة الأذرية في طهران

تفاصيل الهجوم

عند الساعة الثامنة صباحا وصلت سيارة إلى مدخل سفارة أذربيجان في طهران مباشرة، وبينما كان قائدها يحاول ركنها أصاب سيارة أخرى كانت أمام السفارة.

ولم يعبأ سائق السيارة بما حدث، إذ ترجل سريعا نحو السفارة مقتحما بابها، وأظهرت الكاميرا أن حارس الأمن الإيراني الموجود خارج مبنى السفارة في كشك الحراسة المتعارف عليه أمام البعثات الدبلوماسية لم يتحرك لردعه.

 وفي الداخل، كان المهاجم المسلح ببندقية رشاشة من طراز “كلاشينكوف”، يطلق النار بشكل عشوائي، مما أدى إلى مقتل مسؤول أمن السفارة واثنين من الحرس، وكلهم أذريون.

 ويظهر فيديو كاميرا المراقبة في السفارة، أن شخصين دخلا مبنى السفارة ويبدو أنهم من حرسها وكانت حركتهم عادية، وبعد لحظات ظهر شخص ثالث، وفجأة سعموا صوتا قويا في الخارج، يبدو أنه الناتج عن حادثة التصادم، وهرعوا نحو الباب لتبين ماذا حدث.

وما إن فتح أحدهم الباب حتى باغته المهاجم بالرصاص، فتراجع ومن معه نحو الخلف، وراح المهاجم يطلق النار عشوائيا، حتى تمكن أحد عناصر الأمن من السيطرة عليه.

وتمكنت الشرطة الإيرانية من اعتقال المهاجم، وتخضعه حاليا للتحقيق.

الرواية الرسمية الإيرانية للدوافع

ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” أن “دوافع الهجوم شخصية”، وأوضحت في التفاصيل:

  • زعم المهاجم أن زوجته راجعت السفارة في مارس الماضي ولم تعد إلى البيت.
  • راجع السفارة مرات عديدة دون أن يحصل على جواب.
  • كان يعتقد أن زوجته موجودة في مبنى السفارة ولا تريد مقابلته، لذا قرر اليوم مهاجمة السفارة ببندقية “كلاشينكوف” أعدها لهذا الغرض.
  • رفع الرجل قضية في مقاطعة أذربيجان الغربية في إيران، بشأن زوجته التي تحمل الجنسية الأذرية.
  • أظهرت التحقيقات أن زوجته عادت إلى أذربيجان، لذلك أٌغلقت القضية، لكن الرجل لم يتوقف عن إثارة القضية.

التعليق الإيراني الرسمي 

وأدانت الخارجية الإيرانية الهجوم على السفارة.

وأعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، تعاطفه العميق ومواساته مع عائلة موظف السفارة الأذرية الذي قتل.

وعبر عن تعازيه لحكومة وشعب جمهورية أذربيجان، وقال “إن الشرطة وقوات الأمن تدخلت على الفور وألقت القبض على الجاني الذي يتم استجوابه حاليا”.

وعرض وزير الخارجية الإيراني، أمير حسين عبد اللهيان، على نظيره الأذري، إجراء تحقيق مشترك في الهجوم.

 الردود الأذرية

لكن هذه الرواية لم تقنع باكو على ما يبدو، إذ تحدثت عن تهديدات سابقة ضد سفارتها وعن تورط طهران في التحريض ضدها. 

وفي أبرز رد فعل في أذربيجان على الهجوم، أدان رئيسها، إلهام علييف، الهجوم على سفارة بلاده في طهران، واصفا إياه بـ”الإرهابي”.

وطالب علييف بإجراء تحقيق سريع مع “الإرهابي” ومعاقبته، مشددا على أن “الإرهاب ضد بعثاتنا الدبلوماسية غير مقبول”.

 واستدعت وزارة الخارجية الأذرية، سفير إيران لدى باكو، عباس موسوي، كما أعلنت سحب دبلوماسييها وعائلاتهم من طهران.

وأبلغت الخارجية الأذرية الدبلوماسي الإيراني “احتجاجها الشديد” على الهجوم الذي استهدف سفارة بلادها في طهران.

وقالت في بيان نشرته على موقعها: “إن إيران بصفتها الدولة التي تقع فيها السفارة، فهي مسؤولة بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لضمان أمن السفارة وسلامة موظفيها”.

وذكرت أنه كانت هناك محاولات في السابق لتهديد بعثتها الدبلوماسية في طهران، مشيرة إلى أنها أثارت الأمر مع سلطات إيران مرارا لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

وتابعت: “لكن لسوء الحظ، فإن الهجوم الإرهابي الدامي يظهر العواقب الوخيمة لعدم التجاوب مع نداءاتنا العاجلة في هذا الاتجاه”.

وقالت إن الحملة المناهضة لها التي انطلقت في إيران، قادت إلى وقوع هجوم كهذا ضد بعثتها الدبلوماسية.

وقررت الخارجية الأذرية سحب طاقم دبلوماسييها من طهران مع عائلاتهم، نتيجة لـ”الهجوم الإرهابي”.

كيف هي العلاقات بين إيران وأذربيجان؟

في المجمل، يسود الفتور علاقات البلدين منذ وقت طويل لعدة أسباب هي:

  • الخلاف على المناطق الحدودية.
  •  اصطفاف إيران مع أرمينيا في الخلاف مع أذربيجان.
  •  يوجد بإيران 25 مليونا من العرقية الأذرية، وتميل للانفصال عن إيران.
  • التقارب بين تركيا وأذربيجان على حساب إيران.
  • وصل الأمر إلى حد أن الحرس الثوري الإيراني حشد في بعض الأحيان مقاتليه على الحدود مع أذربيجان.
  • تتوجس طهران من التعاون العسكري بين أذربيجان وإسرائيل، التي تعد مزودا مهما للأسلحة إلى باكو.
  • تظن أن تل أبيب قد تستخدم الأراضي الأذرية للتحرك ضدها.

، هذا ما نعرفه حتى الآن عن هجوم السفارة الأذرية في طهران

زر الذهاب إلى الأعلى