هجوم القدس: بنيامين نتنياهو يتعهد بتعزيز الاستيطان وتسهيل منح الإسرائيليين تراخيص حيازة السلاح

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

شاب فلسطيني يتفقد أنقاض منزله الذي هدمه الجيش الإسرائيلي في جبل المبكر في القدس الأحد.

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع لمجلس الوزراء، عن مجموعة من الإجراءات رداً على هجوم القدس، قائلاً إنها تهدف إلى إظهار أن الإسرائيليين “هنا ليبقوا”، على حد تعبيره.

وبعد ساعات من إعلان نتنياهو هذه الإجراءات، وصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، إلى مصر يوم الأحد، في مستهل زيارة تستغرق ثلاثة أيام للشرق الأوسط، سيتوجه خلالها يوم الإثنين إلى القدس مع اندلاع أعمال عنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو الموضوع الذي سيكون على رأس جدول أعماله.

وقال نتنياهو صباح اليوم: “هذا الصباح، أغلقنا منزل الإرهابي الذي نفذ الهجوم الشنيع في القدس، وسيتم هدم منزله. قررنا حرمان العائلات الداعمة للإرهاب من حقوق الضمان الاجتماعي، وستناقش الحكومة خطوات أخرى، من بينها سحب بطاقات الهوية وسحب الإقامة من عائلات الإرهابيين الذين يدعمون الإرهاب”.

وأضاف نتنياهو: “بالتوازي مع ذلك، نقوم بتوسيع وتسريع إصدار تراخيص السلاح لآلاف المواطنين الإسرائيليين، ويشمل ذلك خدمات الطوارئ. نحن لا نسعى للتصعيد ولكننا مستعدون لأي احتمال. ردنا على الإرهاب هو بيد حازمة ورد فعل قوي وسريع ودقيق”.

كما ستناقش الحكومة الإسرائيلية مجموعة من الإجراءات، تشمل تعزيز الاستيطان، كرد على العمليات الهجومية، ومزيد من الدعم لقوات الشرطة والجيش، وتنفيذ اعتقالات واسعة النطاق، وحملات لجمع الأسلحة غير القانونية، وفقاً لبيان المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في إسرائيل.

ومن جهته، قال وزير الأمن القومي، ايتمار بن غفير، إن تسريع إغلاق منازل منفذي العمليات يبعث “رسالة للعدو” على حد وصفه.

وكانت القوات الإسرائيلية أغلقت منزل عائلة شاب فلسطيني في القدس الشرقية قتل سبعة أشخاص في بؤرة استيطانية في ضواحي المدينة، بحسب ما أفادت به الشرطة.

ووفقاً للشرطة الإسرائيلية، فإنه وفقا لقرار القيادة السياسية، أغلقت شرطة منطقة القدس وحرس الحدود والجيش الإسرائيلي، الليلة الماضية، منزل منفذ عملية نفيه يعقوب، خيري علقم، تمهيدا لهدمه.

وقُتل سبعة مستوطنين يهود، بينهم شاب يبلغ من العمر 14 عاماً، بالرصاص يوم الجمعة في الهجوم الذي قوبل بإدانة دولية واسعة وزاد المخاوف من تصاعد دائرة العنف بين إسرائيل والفلسطينيين.

وهذا هو أسوأ هجوم فلسطيني من نوعه على إسرائيليين في منطقة القدس منذ عام 2008. وجاء في أعقاب عملية إسرائيلية دموية في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة قتل فيها 9 فلسطينيين بينهم امرأة مسنة. وكانت تلك أكثر العمليات الإسرائيلية دموية ضد الفلسطينيين في الضفة منذ سنوات.

وشملت الإجراءات الإسرائيلية ردا على عملية نفيه يعقوب “اعتقال أقارب منفذ العملية وأفراد أسرته”.

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية عن خطط لتجريد عائلات من تصفهم بـ “الإرهابيين” من جنسيتهم.

ويمثل التصعيد الأخير تحدياً لنتنياهو، الذي عاد إلى السلطة في ديسمبر/كانون الأول على رأس حكومة قومية يمينية متطرفة، ووعد بتحسين السلامة الشخصية للإسرائيليين.

وقال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه سوف يرسل قوات إضافية إلى الضفة الغربية.

ومع زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين هذا الأسبوع، من المتوقع أن يحاول القادة الإسرائيليون والفلسطينيون احتواء العنف.

صدر الصورة، AFP

التعليق على الصورة،

قوات الشرطة الإسرائيلية وخدمة الطوارئ تجمعت في موقع الهجوم في حي سلوان

وفي محادثاته مع الإدارة الإسرائيلية الجديدة، التي تضم أحزاباً قومية متطرفة ترغب في توسيع مستوطنات الضفة الغربية، سيكرر بلينكين الدعوات الأمريكية للتهدئة وسيؤكد على دعم واشنطن لحل الدولتين، على الرغم من اعتراف المسؤولين الأمريكيين بأنهم يعتقدون أن محادثات السلام لن تجري على الأرجح قريباً.

وسيتوجه بلينكين أيضاً إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

مقتل فلسطيني في قلقيلية

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية الأحد بمقتل الشاب الفلسطيني، كرم علي أحمد سلمان، ويبلغ 18 عاماً، “برصاص الإحتلال الإسرائيلي قرب مستوطنة كدوميم” شرقي قلقيلية، مساء السبت.

وقال الجيش الإسرائيلي إن “فريقاً مدنياً” يعنى بالأمن، أطلق النار على شخص “مسلح بمسدس” بالقرب من المستوطنة في شمال الضفة الغربية.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الشاب قُتل “بعد محاولته تنفيذ هجوم في المنطقة الشمالية للمستوطنة”.

وكرم هو واحد من 32 فلسطينياً على الأقل قتلوا في الضفة الغربية هذا الشهر، بينهم مدنيون ومسلحون، بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى مصادر رسمية.

وفي قرية ترمسعيا بالقرب من رام الله، حرق مستوطنون منزل ومركبة عائلة فلسطينية، وحطموا منزلا آخر، بحسب ما نقلت مراسلة بي بي سي في رام الله عن سكان بالقرية.

وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، إن مجموعات كبيرة من المستوطنين اعتدت على مواطنين فلسطينيين في مناطق عدة في الضفة الغربية، حيث هاجموا مركباتهم ومحلاتهم التجارية، وأغلقوا عدة طرق.

ويعتبر القانون الدولي وقرارات للأمم المتحدة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعي. غير أن إسرائيل ترى عكس ذلك.

وحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن شابا أصيب قرب حاجز دوتان العسكري جنوب غربي مدينة جنين، بعد إطلاق “قناص إسرائيلي النار عليه” خلال مواجهات اندلعت مساء السبت.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن فلسطينيا حاول دهس جنود على حاجز عسكري جنوبي مدينة نابلس. وشرع الجيش الإسرائيلي في عملية تمشيط للمنطقة.

فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الأحد، وفاة الشاب عمر طارق علي السعدي متأثراً بجراح كان أصيب بها يوم الخميس خلال غارة إسرائيلية على جنين.

وقتل تسعة فلسطينيين آخرين في جنين يوم الخميس في أعنف هجوم للقوات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ ما يقرب من عقدين.

وفي حادثة أخرى، قالت متحدثة باسم مستشفى في القدس يوم الأحد، إن فلسطينياً توفي بعد إصابته خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي.

وقالت المتحدثة باسم مستشفى شعاري تسيديك، لوكالة فرانس برس إن الفلسطيني توفي ليل الجمعة، من دون أن تكشف على الفور عن اسم الشخص أو عمره.

وتشير إحصائيات وكالة فرانس برس إلى أن نحو 235 شخصاً قتلوا في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني العام الماضي، وكان 90 في المئة من القتلى هم من الجانب الفلسطيني بين مدنيين ومقاتلين بحسب الوكالة.

، هجوم القدس: بنيامين نتنياهو يتعهد بتعزيز الاستيطان وتسهيل منح الإسرائيليين تراخيص حيازة السلاح

زر الذهاب إلى الأعلى