
علي الرغم من انتهاء حرب قره باغ الثانية 2020، وتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية روسية في العاشر من نوفمبر، بعد 44 يومًا من القتال، لم يتوقف الدم المسال من أهل أذربيجان، خصوصًا وأن عدد كبير منهم يروح ضحية الألغام الأرضية التي زرعها الأرمن خلال فترة احتلالهم إقليم قره باغ، ولا تزال أرمينيا ترفض تسليم أذربيجان خرائط المناطق التي زرعتها بأعداد كبيرة من الألغام، الأمر الذي يعد انتهاكًا لإتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيها روسيا، كما يعد انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي، وحقوق السكان المدنيين في أذربيجان.

لقد استخدمت أرمينيا الألغام بشكل متعمد لإستهداف السكان المدنيين في أذربيجان، الأمر الذي يعد مثال على جرائم الحرب التي مازالت أرمينيا تصر علي ارتكابها بحق سكان أذربيجان المدنيين، سواء بتعريض حياة المواطنين للخطر بشكل مباشر، أو حرمان هؤلاء المواطنين من الإستفادة من بيوتهم وأرضهم خوفاً من انفجارات الألغام، حيث لم يتمكن الأذربيجانين من زراعة أرضهم التي حرموا منها نحو ثلاثين عاماً، وبدلاً من أن تدفع أرمينيا تعويضات لهؤلاء السكان نتيجة احتلال أراضيهم وبيوتهم واستنزاف خيراتهم وثرواتهم، فإنها تصر علي حرمان هؤلاء المواطنين من الإستفادة بممتلكاتهم.

لقد عانت مصر وما زالت تعاني من الخسائر الضخمة في الأرواح نتيجة الألغام الأرضية التي تم زراعتها في أراضيها خلال الحرب العالمية الثانية. ولذلك فإن ازدواجية المعايير لدي القوي الدولية الكبري في التعامل مع العديد من القضايا الدولية التي تخص الدول الإسلامية والدول النامية بشكل عام يعد انتهاكاً لقوانين العدالة الدولية، الأمر الذي يجعل أي شعارات ترفعها الدول الغربية تتعلق بالحرية والعدالة والديمقراطية مجرد شعارات جوفاء لا قيمة لها في ظل التعامل بظلم بيّن مع مثل هذه القضايا التي تمس حياة الملايين من المواطنين.
تسعي أذربيجان، كما مصر، إلي تنمية أراضيها واستفادة المواطنين من تلك الأراضي، ووقف مسلسل نزيف الدماء المستمر نتيجة انفجار الألغام الأرضية التي لم يكن لها أي ذنب عندما زرعها الآخرون، وما زالوا يصرون علي عدم المساعدة في إزالة هذه الألغام.

أذربيجان لديها أكثر من مليون مواطن أذربيجاني تم تهجيرهم من بيوتهم وأرضهم منذ نحو ثلاثين عاماً نتيجة الإحتلال الأرمني لمدنهم وقراهم، وتعمل علي عودة مواطنيها إلي أرضهم التي نزحوا عنها، ولكنهم يصطدموا الآن بوجود ملايين الألغام التي زرعتها أرمينيا في تلك الأراضي المدنية، وكأن أرمينيا تأبي إلا أن يستمر مسلسل قتل المواطنين الأذربيجانيين المدنيين في تحد لكافة القواعد والأعراف الدولية.
