ترتبط مصر وجمهورية كينيا بعلاقات تاريخية متميزة ترجع جذورها إلى ستينيات القرن الماضي، عندما ساندت مصر حركات التحرر الإفريقية لمساعدة دول القارة في التخلص من الاحتلال الأوروبي، وفتحت أبوابها للزعماء الأفارقة الوطنين وأمدتهم بكافة وسائل الدعم الممكنة وصولاً إلى التحرر والاستقلال.
بدأت العلاقات بين مصر وكينيا منذ فترة ما قبل الاستقلال الكيني حيث قامت مصر خلال عهد الرئيس جمال عبدالناصر بمساندة حركة “الماو ماو” الكينية من خلال حملة إعلامية ودبلوماسية مركزة ضد الاستعمار البريطاني لكينيا، تم تخصيص إذاعة موجهة من مصر للشعب الكيني لمساندته في نضاله لتحرير بلده باسم “صوت إفريقيا”، وهي أول إذاعة باللغة السواحيلية تبث من دولة إفريقية لدعم كينيا في الحصول على استقلالها، جعلت مصر من قضية “الماو ماو” قضية إفريقية، وسعت إلى الإفراج عن الزعيم الكيني جومو كينياتا الذي احتجزته سلطات الاحتلال البريطاني عام 1961.
وكانت القاهرة أول عاصمة تستقبل المناضلين الكينيين، وتمدهم بكل المساعدات الممكنة لتنشيط حركتهم داخل كينيا، حيث فتح الحزبين مكاتب لهما بالقاهرة خلال هذه الفترة، وتكللت الجهود المصرية في دعم الكفاح الكيني بحصول كينيا على استقلالها في عام 1963.
في عام 1964 تحولت كينيا إلى جمهورية وبدأت العلاقات الدبلوماسية مع مصر وافتتحت سفارتها بالقاهرة، وخلال اعتماده أوراق أول سفير لجمهورية كينيا بالقاهرة عبر له الرئيس عبدالناصر عن إعجابه بكفاح الشعب الكينى من أجل الحرية والاستقلال بزعامة “جومو كينياتا” الذى أصبح أول رئيس لكينيا بعد الاستقلال، وأبدى عبدالناصر استعداده للتعاون الكامل مع كينيا وكافة الدول الإفريقية من أجل تعزيز قوة إفريقيا وتنمية مواردها بما يساهم فى تدعيم وحدتها.
فى عام 1964 استضافت مصر مؤتمر القمة الإفريقى الثانى، وعلى هامش جلسات المؤتمر أبدى الرئيس عبدالناصر استعداده للتعاون العسكرى مع كينيا وأجابه الرئيس كينياتا بالإعراب عن رغبته فى التخلص من القوات البريطانية الموجودة فى بلاده، ومساندة مصر لكينيا ومساعدتها فى بناء الجيش الكينى الوطنى، وبالفعل كلف عبدالناصر وزير إعلامه “محمد فايق” بالسفر إلى نيروبى، وأثناء الزيارة تم الاتفاق على تدريب كتيبة مظلات، وإرسال خبراء عسكريين مصريين لتدريب الجيش الكينى، بعد التخلص من الضباط الإنجليز، بالإضافة لإرسال أعداد من الضباط الكينيين للتدريب فى مصر.
ويذكر فى هذا الصدد الكلمة الشهيرة للرئيس جومو كينياتا “سنظل نذكر ناصر دائماً أن مساندته لإفريقيا حررت الكثير من دولها”.
فى عام 1967 بدأ تنفيذ مشروع “الهيدروميت” بمشاركة مصر وكينيا ضمن 5 دول من حوض النيل انضمت إليه فيما بعد 4 دول أخرى، استهدف المشروع دراسة الأرصاد الجوية والمائية لحوض البحيرات الاستوائية، ووضع خطط تنمية الموارد المائية، ودراسة الاتزان المائى لنهر النيل، وبمقتضى المشروع أقيمت محطات رصد فى مجمعات الأمطار الرئيسية وهى بحيرات فيكتوريا وكيوجا وألبرت، وحظى بتمويل دولى من العديد من الدول المانحة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى ومنظمة الأرصاد العالمية.
كانت كينيا ضمن الدول الإفريقية التى قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل عقب حرب أكتوبر 1973، حيث اتخذ المجلس الوزاري لمنظمة الدول الإفريقية، الذي عُقد في نوفمبر 1973 قراراً بقطع العلاقات الدبلوماسية بإسرائيل، ومطالبتها بالانسحاب من الأراضي المحتلة ومنح الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير.
فى فبراير 1984 قام الرئيس الأسبق بزيارة كينيا ضمن جولة إفريقية زار فيها كل من زائير والصومال وتنزانيا، وعرض أن تكون مصر جسراً بين الدول العربية والشعوب في إفريقيا وكوسيط محتمل في حل نزاعات القارة.
فى عام 1998 انضمت مصر إلى اتفاقية الكوميسا التى تضم 22 دولة أفريقية، وكانت كينيا قد وقعت على نصوص الاتفاقية أثناء انعقاد المؤتمر الوزارى بالعاصمة المالاوية ليلونجوى عام 1994، وتمثل الكوميسا بالنسبة لمصر أهمية خاصة من الناحية الجيوبوليتيكة، حيث إنها تتمتع بموقع جغرافى متميز حيث تجاور العالم العربى ومنطقة القرن الإفريقيى ودول حوض النيل أى أنها بمثابة حزام يحيط بمصر.
استمرت مصر في تعاونها مع كينيا على كافة المستويات، وبرزت علاقات الأخوة التى جمعت بين الشعبين الشقيقين المصرى والكينى في وقت الأزمات، وفي مواجهة الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات، وذلك من خلال تقديم المعونات الغذائية والطبية والفنية للشعب الكيني.
العلاقات السياسية:
ترتبط مصر وكينيا بشريان حياة واحد هو نهر النيل، وتاريخ طويل من التعاون البناء، وتتشاركان في ذات التطلعات والتوجهات، فالبلدان يسعيان لتحقيق التنمية والرخاء الاقتصادي لشعبيهما اعتماداً على إمكاناتهما الكبيرة وموقعهما الإستراتيجي المتميز، فمصر تتوسط قارات العالم القديم الثلاث وتطل على بحرين هامين هما الأحمر والمتوسط، ويمر بها قناة السويس، أهم ممر ملاحى على مستوى العالم، ولديها حضارة عريقة وعلاقات طيبة بكافة دول القارة الإفريقية، أما كينيا فتتميز بحدودها الشرقية المطلة على المحيط الهندي الأمر الذى جعلها حلقة وصل تجارى هامة بين الدول العربية ودول القارة الإفريقية منذ قرون طويلة، كما رشحها موقعها الجغرافى المتميز للقيام بدور قيادي في منطقة شرق إفريقيا وخارجها.
– خلال انعقاد أعمال المنتدى الوزارى الرابع للتعاون بين الصين وإفريقيا الذى استضافته مصر فى مدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 8-9 /11/2009، وحضره وزير الخارجية الكينى موسيس ويتانجولا على رأس وفد من بلاده، التقى ويتانجولا على هامش أعمال المنتدى بوزير الخارجية المصرى، حيث تباحثا حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك أهمها التعاون فى مجال تنمية الموارد المائية فى كينيا، وإمكانية مساعدة مصر لكينيا لمواجهة التصحر وتناقص الأمطار وإعادة تأهيل الغابات الممطرة.
– في مايو 2010 قام رائيلا أودينجا رئيس وزراء كينيا بزيارة مصر، حيث أكد خلال لقائه بالمسئولين المصريين أن كينيا “لا يمكن أن تفكر أو تتجه إلى الإضرار بمصالح مصر المائية”.
– في إبريل 2011 قام نائب وزير الخارجية الكيني ريتشارد أونيونكا بزيارة القاهرة لعقد مشاورات سياسية مع عدد من المسئولين فى مصر.
العلاقات بعد عام 2014:
شهدت العلاقات بين مصر وكينيا منذ عام 2014 تطوراً إيجابياً وتنامياً ملحوظاً على جميع الأصعدة، وقد انتهجت مصر مسارين في علاقاتها مع كينيا، المسار الأول هو العلاقات الثنائية والزيارات المتبادلة التي تدعم التعاون بينهما، أما المسار الثاني فيتعلق بالتعاون فى مجال المياه باعتبارهما دولتين هامتين فى مجموعة دول حوض النيل.
مشاورات بين الرئيسين:
– فى 15/8/2017 أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اتصالاً هاتفياً، مع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، لتهنئته بمناسبة إعادة انتخابه رئيساً لكينيا، معرباً عن خالص أمنياته للرئيس الكيني بالنجاح والتوفيق، وللشعب الكيني بالتقدم والازدهار.
كما أعرب الرئيس السيسى خلال الاتصال عن تقديره للعلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وكينيًا، مؤكداً حرص مصر على مواصلة دفع هذه العلاقات وتطويرها في مختلف مجالات التعاون بين البلدين، عبر الرئيس الكيني عن خالص تقديره وشكره للرئيس على تهنئته الصادقة مشيدًا بالعلاقات القوية التي تجمع بين البلدين، ومعرباً عن تطلع بلاده خلال الفترة المقبلة لتعزيز علاقاتها مع مصر على جميع الأصعدة ودفعها نحو آفاق أوسع، كما اتفق الرئيسان على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف على الصعيدين الثنائي والإقليمي، للتصدي للتحديات التي تواجه القارة الإفريقية.
– فى 24/11/2018 أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اتصالاً هاتفياً بالرئيس الكيني أوهورو كينياتا، تناول الاتصال التباحث حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بالقارة الإفريقية، لاسيما في ظل التطورات السياسية التي تشهدها منطقة القرن الإفريقي على وجه الخصوص، حيث تم التأكيد على دعم جهود إحلال السلام في جنوب السودان، وذلك في إطار اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه آنذاك بين الأطراف الجنوب سودانية، بالإضافة إلى مساندة جهود تحقيق الاستقرار في الصومال.
واتفق الرئيسان على تكثيف التنسيق المشترك خلال الفترة المقبلة؛ لتعزيز علاقات التعاون الثنائي خاصة في مجال التبادل التجاري والاستثمار، فضلًا عن تعظيم آليات التشاور وتبادل الرؤى بشأن أبرز القضايا المستجدة على الساحة الإقليمية، لاسيما في ضوء رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي خلال عام 2019، كما جدد الرئيس السيسي، الدعوة إلى نظيره الكيني لزيارة مصر في أقرب فرصة، دعمًا للعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الصديقين.
– فى 9/12/2019 بعث الرئيس عبدالفتاح السيسي، ببرقية تهنئة إلى اوهورو كينياتا رئيس كينيا للتهنئة بيوم الاستقلال، وأوفد محمد عادل مختار الأمين برئاسة الجمهورية إلى سفارة جمهورية كينيا بالقاهرة؛ للتهنئة بهذه المناسبة.
– فى إطار المنحة السابق تقديمها من مصر لـ 250 دارس من الكوادر الإفريقية العاملة في مجال مكافحة الفساد والوقاية منه، اختتمت فعاليات الدورة التدريبية رقم (٧) التى عقدت خلال الفترة من ١ إلى ٥ مارس ٢٠٢٠ بمقر الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد التابعة لهيئة الرقابة الإدارية ل (33) دارس إفريقي من عشرة دول إفريقية وهم (تنزانيا، الكونجو برازافيل، النيجر، جنوب السودان، أوغندا، بوروندي، كينيا، إثيوبيا، موريشيوس، وزامبيا) ليصبح بذلك إجمالي ما تم تدريبه في إطار المنحة (216) دارس، وجار استكمال ما تبقى من المنحة خلال شهر إبريل 2020.
– فى 17/3/2020 تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، وشهد الاتصال تبادل وجهات النظر بشأن آخر تطورات ملف سد النهضة في ضوء ما انتهت إليه المفاوضات في واشنطن من اتفاق وقعت عليه مصر بالأحرف الأولى.
أعرب الرئيس الكيني، عن دعمه للموقف الإيجابي المصري خلال مفاوضات سد النهضة، والذي يأتي من منطلق حسن النية والإرادة السياسية المصرية الصادقة.
أشاد الرئيس، كينياتا بالتطور المتواصل بين البلدين في شتى المجالات معرباً عن تقديره الكبير لمصر وشعبها وقيادتها.
أكد الرئيس السيسي، الأهمية الخاصة التي يوليها للتشاور وتبادل وجهات النظر مع الرئيس كينياتا في ضوء العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط مصر بشقيقتها كينيا، مشيراً إلى حرص مصر على تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات خاصة التبادل التجاري وتطوير البنية التحتية وتوفير الدعم الفني وبناء القدرات.
أعرب الرئيس، عن التقدير للموقف الكيني الداعم لمصر في ملف سد النهضة، مؤكداً أهمية تعزيز التعاون الإستراتيجي بين دول حوض النيل في إطار المصلحة المشتركة وتحقيق التنمية، ومشدداً على استمرار مصر في إيلاء هذا الموضوع أعلى درجات الاهتمام في إطار الحفاظ على مقدرات الشعب المصري.
التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب:
تؤكد مصر فى جميع المحافل الدولية على أهمية التصدي بشكل فعال لتمويل الإرهاب وتجفيف منابع تجنيده وتسليحه ودعمه واحتضانه سياسياً، فضلاً عن ضرورة دعم الدول الإفريقية الشقيقة التي تُواجه الإرهاب ومساندتها في مساعيها للقضاء عليه، والتضامن معها ومع شعوبها فيما فقدته من ضحايا من قوات إنفاذ القانون والمدنيين.
وأهمية تبني منظور شامل في مكافحة الإرهاب يشمل المعالجة الفعالة للأسباب الجذرية للإرهاب والفكر المُتطرف، بما في ذلك من خلال التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ويعد التعاون الأمني بين مصر وكينيا فى مجال مكافحة الإرهاب والتطرف من أهم مجالات التعاون بين البلدين، حيث يواجه البلدان تحديات متشابهة نتيجة تعرضهما لهجمات إرهابية على أهداف عسكرية ومدنية من تنظيمات إرهابية متشددة، معظمها تنظيمات عابرة للحدود يغذيها نفس الفكر المتطرف والتفسير المغلوط للإسلام، حيث تعانى كينيا من الهجمات الإرهابية التى تشنها من آن لآخر الجماعات المتطرفة.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، والرئيس الكيني خلال مباحثاتهما فى فبراير 2017 أهمية تفعيل التعاون الأمني بين البلدين في ظل ما يخوضه البلدان من حرب مشتركة ضد الارهاب، وما يواجهانه من تحديات نتيجة تنامي خطر الجماعات الإرهابية المتطرفة، وفى هذا الإطار أكد الرئيس السيسي على أهمية الدور الذي يقوم به الأزهر الشريف فى نشر التعاليم الصحيحة للدين الإسلامى والتصدى للفكر المتطرف، كما رحب الرئيس السيسي بطلب الرئيس الكينى زيادة عدد الأئمة والدعاة الكينيين الذين يتم تدريبهم من قبل الأزهر الشريف.
زيارات الرؤساء:
– فى 18/2/2017 قام الرئيس عبدالفتاح السيسي، بزيارة رسمية إلى كينيا هى الأولى من نوعها لرئيس مصرى منذ 33 عاماً، والتقى بالرئيس الكينيى أوهورو كينياتا، حيث عقدا جلسة مباحثات ثنائية ثم جلسة موسعة بحضور وفدى البلدين.
وأعرب رئيس كينياتا عن سعادة الشعب الكينى بزيارة الرئيس السيسي، مشيراً إلى أنها جاءت تتويجاً للعلاقات المتميزة التى تربط البلدين والشعبين الشقيقيين، مشيداً بالدور التاريخى الذى قامت به مصر فى دعم حركة التحرر فى بلاده ومختلف الدول الإفريقية، ومؤكداً أن الزيارة تعكس اهتمام مصر بعلاقاتها مع الدول الإفريقية، وتؤكد عودتها مرة أخرى إلى مكانتها الطبيعية والرائدة فى القارة.
أكد الرئيس السيسي، حرص مصر على تطوير علاقاتها مع كينيا فى كافة المجالات، والعمل معاً من أجل تحقيق المصالح المشتركة للبلدين، ووجه سيادته دعوة رسمية إلى الرئيس الكينى لزيارة مصر لمواصلة التشاور والتنسيق بين الجانبين.
شهدت المباحثات مناقشة سبل الدفع قدماً بالعلاقات الاقتصادية بين الدولتين، حيث أكد الرئيسان أهمية زيادة التعاون لاسيما فى ضوء عضوية البلدين فى السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا)، وفى هذا الإطار بحث الرئيسان سبل زيادة التبادل التجارى، كما استعرضا نتائج الاجتماع الأول لمجلس الأعمال المصرى الكينى الذى عقد في نيروبي، وتم خلاله الاتفاق على زيادة التبادل التجارى إلى مليار دولار على مدى عامين من خلال عدد من المشروعات المشتركة في مختلف المجالات.
اتفق الرئيسان، على عقد اجتماعات الدورة السابعة للجنة المشتركة برئاسة وزيري الخارجية خلال عام 2017، مع التحضير الجيد لها بحيث تسفر عن دعم وتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، كما أكد الرئيسان على أهمية تفعيل الاتفاقيات التى سبق التوقيع عليها بين الجانبين، وإعداد اتفاقيات جديدة، لاسيما فى مجال منع الازدواج الضريبى وحماية الاستثمار، بهدف توفير المناخ اللازم لزيادة التعاون فى مجالات الاقتصاد والاستثمار، وقد أشاد الرئيس كينياتا بالمساعدات الفنية التى تقدمها مصر لدعم وبناء القدرات الكينية فى مختلف المجالات، فضلاً عن مساهمتها الإيجابية فى عدد من المشروعات التنموية فى مجالات الصحة والزراعة والرى.
أكد الرئيس السيسي، حرص مصر على الاستمرار في تقديم المساعدات الفنية لبناء القدرات والتدريب في كينيا، مرحباً بطلب الجانب الكينى، قيام مصر بتوفير معدات طبية وأطباء للمستشفى العسكرى الجارى بناؤه في العاصمة نيروبي، حيث وجه بإرسال وفد من المختصين لزيارة المستشفى والوقوف على احتياجاتها في أقرب فرصة ممكنة.
كما تطرقت المباحثات إلى مختلف الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وخاصة بالنسبة لتطور الأوضاع فى جنوب السودان والصومال.
وأكد الرئيسان على ضرورة استمرار التنسيق فيما بينهما من أجل العمل على التوصل إلى إحلال السلام والاستقرار فى هذه المنطقة، فيما أكد الرئيس السيسي أن مصر حريصة على التشاور المستمر مع الجانب الكيني لتعزيز الاستقرار وتحقيق السلم والأمن في القارة الإفريقية بشكل عام، والتنسيق في مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
كما تناول الرئيسان عدداً من الموضوعات الخاصة بالأمم المتحدة، حيث تلاقت وجهات النظر بينهما واتفقا على مواصلة التنسيق فيما يتعلق بعملية إصلاح المنظمة الدولية، كما طلب الرئيس الكينى دعم مصر فى استمرار استضافة نيروبى لمقار عدد من المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة.
وفي ختام زيارته لنيروبي قام الرئيس السيسي بزيارة مركز الأمم المتحدة في إفريقيا، حيث استمع إلى شرح حول أهم أقسام المركز والذي يتضمن عدداً من المقرات الرئيسية للمنظمات الدولية مثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب) وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (هابيتات) فضلاً عن المقرات الإقليمية لعدد من المنظمات مثل منظمة الأغذية والزراعة (فاو) ومنظمة العمل الدولية.
التعاون بين مصر وكينيا بشأن مياه النيل.
ترتبط مصر وكينيا بالشريان المشترك لنهر النيل، ويجمعهما تاريخ طويل من التعاون المثمر على كافة الأصعدة، وقد سعت مصر منذ القدم إلى تنظيم علاقتها بدول حوض النيل ومن ضمنها كينيا، والاتصال الدائم بها للاتفاق على الأسلوب الأمثل لاستغلال مياه النيل بما يعود بالنفع على كل دول الحوض مع الحفاظ على حق مصر التاريخي فى مياه النيل.
ويمتد التعاون بين البلدين ليشمل إلى جانب مياه نهر النيل، التعاون في إدارة موارد المياه بصفة عامة، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم لمشروع إدارة تطوير الموارد المائية بكينيا خلال زيارة وزير الرى الكينى لمصر فى أغسطس 2016، لتنفيذ مشروعات تنموية وتشمل إنشاء 6 سدود لتجميع المياه وخزانات المياه، وحفر 20 بئراً للمياه، وتنفيذ مشروع تجريبى لنظم الرى الحديثة فى الزراعة والتدريب وبناء القدرات للفريق الفنى الكينى فى مصر وكينيا.
وكانت مصر قد وقعت مع كينيا عدداً من الاتفاقيات لحفر وتجهيز 180 بئر مياه جوفية لأغراض الشرب بالمناطق القاحلة بكينيا من خلال منحة مصرية من ميزانية وزارة الرى، تم تنفيذها بداية من عام 2003 على أربع مراحل، وتم الانتهاء منها فى عام 2009.
– في 28 يوليو 2011 شارك الوفد المصري برئاسة وزير الموارد المائية والري في الاجتماع الوزاري لمبادرة حوض النيل الذي عقد بنيروبي.
– فى سبتمبر 2011 أكد السفير المصرى فى كينيا، أن العلاقات المصرية الكينية تسير في اتجاه تصاعدي، وأن كينيا تتفهم الاحتياج المصري الحقيقي للمياه، وإن المسئولين يعرفون أن نهر النيل هو شريان الحياة لمصر، بالإضافة إلى أن كينيا تعتمد في زراعتها على مياه الأمطار، وكل حاجاتها للمياه هو توفير الطاقة، ومصر متفهمة لهذه الرؤية.
في إطار المبادرة المصرية لتنمية دول حوض النيل في يونيو 2014، تلقى العديد من المهندسين الكينيين دورات تدريبية في مجال الميكنة الزراعية للمزارع الصغيرة، كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين المصري والكيني في هذا الشأن. كما يشارك الجانب الكيني بانتظام في برنامج التدريب السنوي الذي تنظمه وزارة الكهرباء المصرية للكوادر الفنية بدول حوض النيل، إلى جانب الدورات التي تنظمها وزارة الموارد المائية والري.
– فى مارس 2015 أعلنت وزارة الموارد المائية والري، أن مصر وكينيا اتفقتا على إعداد مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجال المشروعات المائية خاصى حفر الآبار الجوفية، وسدود حصاد الأمطار، فضلاً عن مجال بناء القدرات والتدريب، جاء الاتفاق خلال لقاء جمع الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، مع فيلكس كوسكي وزير الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية الكيني؛ فى مصر، لبحث تعزيز العلاقات الثنائية وإقامة عدد من المشروعات الثنائية في مجالات المياه والري وخصوصًا حفر الآبار الجوفية.
– فى فبراير 2016 قام الدكتور حسام مغازى وزير الموارد المائية والرى الى نيروبى فى زيارة لكينيا استغرقت يومين، شارك خلالها الوزير فى الاحتفال السنوى بذكرى مبادرة حوض النيل، والتى تم الاتفاق عليها فى فبراير عام 1999 وبدأ أول اجتماع لها فى عام 2007، ويعقد هذا الاحتفال كل عام في دولة من دول حوض النيل ويهدف لتدعيم أواصر التعاون الإقليمي بين هذه الدول من أجل الوصول إلى تنمية مستدامة فيها والاستفادة الكاملة من مياه النهر.
– فى 17 يناير 2017 قدمت مصر منحة لكينيا لتنفيذ مشروع ادارة وتطوير الموارد المائية فى كينيا والذى يتمثل فى حفر 20 بئرا جوفيا وإنشاء 6 سدود لتجميع المياه “خزانات المياه” ومشروع تجريبى لتنفيذ وتشغيل نظم الرى الحديثة فى الزراعة، بالإضافة إلى التدريب وبناء القدرات على أن يتم التنفيذ خلال 5 سنوات.
تطرقت مباحثات الرئيسين المصرى والكينى خلال لقائهما فى فبراير 2017 إلى دعم جهود التنمية في دول حوض النيل، حيث أكد الرئيسان على أهمية مواصلة العمل على تحقيق أكبر استفادة من نهر النيل لجميع دول الحوض، من خلال المشروعات المشتركة التي تحقق المنفعة المتبادلة، وبدون إلحاق ضرر بحقوق واستخدامات هذه الدول من مياه نهر النيل، وهو ما أكده الرئيس السيسي، خلال لقائه بالرئيس كيناتا قائلاً: “سندعم التنمية في دول حوض النيل لتحسين استخدام هذا النيل الكبير لصالح دول حوض النيل عمومًا”.
– فى 13 يوليو 2017 قام محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري بزيارة لكينيا، وذلك لبحث سبل دعم التعاون الثنائي مع دول حوض النيل وتدشين مشروع التعاون المشترك بين البلدين فى إطار منحة مصرية تهدف إلى توفير مياه الشرب للمناطق الجافة والمحرومة بكينيا، وذلك كهدية من الشعب المصرى إلى الشعب الكينى الشقيق.
– فى نوفمبر 2018 التقى محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائيّة والري بعدد من الوزراء بالحكومة الكينية منهم وزراء المياه والصرف الصحى والزراعة والرى والحكم المحلى، وذلك على هامش حضوره فعاليات مؤتمر الاقتصاد الأزرق المستدام بنيروبى، حيث بحث مع وزيري المياه والري مشروعات التعاون المشتركة بين البلديّن، وسبل البدء في تفعيل مذكرة التفاهم المُوقعة بين البلديّن لتنفيذ عدد من المشروعات في مجال إدارة الموارد المائيّة والري في كينيا، كما تناولت اللقاءات تفعيل التعاون المشترك، ومتابعة المشروعات المشتركة واتفاقيات التعاون، التي يتم تنفيذها بين مصر وكينيا، وكذلك موقف مشروع الممر الملاحي وأهميته في التكامل مع مشروع “لابست” وهو ممر التنمية الذي يربط شرق افريقيا بغربها، والممر الملاحي الذي يربط البحر المتوسط وبحيرة فيكتوريا، وقد أسفرت هذه اللقاءات الوزارية عن الاتفاق على تبادل الخبرات في مجالات الزراعة والري ومعالجة مياه الصرف الصحي والإدارة المحلية.