عرب وعالم

مسئولون إيرانيون: إلغاء الحظر التسليحي إشراقة للدبلوماسية الإيرانية .. ونهاية للنزعات الأحادية و«الغطرسة الترامبية»

كتب – محمود سعد دياب:

احتفت الأوساط السياسية والحكومية في إيران، بانتهاء سريان الحظر الدولي على التسليح الذي كان مفروضًا على الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مدار العقود السابقة، وذلك بموجب الاتفاق النووي الإطاري الذي تم توقيعه بين طهران ودول (5+1) عام 2015.

ويعتبر اليوم الأحد، هو أول أيام انتهاء القيود التسليحية على طهران، وفقا للقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي عام 2015 بعد توقيع الاتفاق النووي وكذلك انتهت القيود على سفر بعض الافراد وفق القائمة الواردة في القرار المذكور.

وكانت وزارة الخارجية الإيرانية، قد قالت إن “رفع حظر التسلح سيسمح لإيران باستيراد وتصدير السلاح وإجراء التعاملات المالية المرتبطة بذلك وفقا لسياساتها الدفاعية، موضحة أن انتهاء حظر التسلح على إيران يتم بشكل آلي ولا يحتاج لبيان أو قرار جديد من مجلس الأمن الدولي”، مضيفة أن “إيران لا ترى مكانا لأسلحة الدمار الشامل في استراتيجيتها الدفاعية”.

مجيد تخت روانجي: لسنا بحاجة لموافقة مسبقة من مجلس الأمن

في البداية قال سفير ومندوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدائم في منظمة الامم المتحدة مجيد تخت روانجي، إن الولايات المتحدة فشلت في الحيلولة دون انتهاء القيود التسليحية على ايران، لافتا الى ان تجارة الاسلحة من قبل ايران ليست بحاجة الى موافقة مسبقة من مجلس الامن الدولي.

وكتب تخت روانجي في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” مساء السبت: بعد 5 اعوام من يوم التوقيع على الاتفاق النووي وبناء على القرار 2231 فان القيود التسليحية غير القانونية ضد ايران قد انتهت الان، مضيفًا: “بدءا من اليوم (الاحد) فان تجارة الاسلحة من قبل ايران لا حاجة لها الى موافقة مسبقة من مجلس الامن الدولي”، مشيرًا إلى أن أمريكا سعت للحيلولة دون هذا الامر لكنها فشلت لان مجلس الامن الدولي اعتبر محاولاتها بانها مرفوضة.

كمالوندي: إلغاء الحظر التسليحي إشراقة للدبلوماسية الإيرانية

فيما وصف المتحدث باسم منظمة الطاقة النووية الإيرانية بهروز كمالوندي، في تصريح اليوم الأحد، الغاء الحظر التسليحي عن البلاد، “إشراقة لدبلوماسية الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، مشيرًا إلى انتهاء القيود التسليحية، بدءًا من الساعة 3:30 فجر اليوم الأحد، وأن ذلك شكل معطفا في تاريخ البلاد.

وأضاف أن مقاومة وصمود الشعب الإيراني الأبي والمناضل، تكلّل بعد 5 أعوام من توقيع الاتفاق النووي، ومن خلال رفض المجتمع الدولي للنزعات الأحادية و”الغطرسة الترامبية”، فقد تجلّت أحقية ودبلوماسية إيران أكثر فأكثر اليوم.

ولفت المتحدث باسم منظمة الطاقة النووية، إلى أن العالم يعلم جيدا ولاسيما عقب انتشار 17 تقريرا عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعدم ثبوت اي من التهم النووية الواهية على مدى اكثر من 20 سنة مضت، يعلم جيدا بان الجمهورية الاسلامية الايرانية لم ولن تسعى وراء الاستخدام غير السلمي للطاقة النووية، وان سياسة الضغوط القصوى الامريكية التي شكلت خطوة بذيئة وضد الانسانية لاسيما بحق الاطفال والنساء والمرضى، لم تحقق اي نتيجة سوى مزيد من العزلة للولايات المتحدة وكسر شوكتها الشيطانية.

وتابع أن “المجتمع الدولي ليس مستعدا لتحمّل المزيد من النزعات الاحادية القائمة على البلطجة من جانب امريكا؛ على سبيل المثال انسحاب الاخيرة من المعاهدات والاتفاقيات الدولية كاتفاقية المياه والمناخ واليونسكو والاتفاق النووي والحد من الانتشار النووي و…، الى جانب الحظر والغطرسة ضد جميع بلدان العالم بمن فيهم حلفاء واشنطن، وتجاهلها للدبلوماسية والتعرض والاساءة خلال التصريحات واللجوء الى سياسة الاسقاط من اجل التضليل على فشلها الاقتصادي”.

وخلص كمالوندي إلى أن ردّ المجتمع الدولي الحازم بـ “لا” على استئناف الحظر التسليحي ضد ايران، شكّل انطلاقة جيدة للردود الدولية بوجه الانتهاكات الأمريكية الترامبية ومواصلة التصدي بصوت دولي موحد لسلوك واشنطن ومعارضتها للقانون الدولي.

غريب آبادي: فرصة مناسبة للتعاون مع الدول الأخرى في المجال الدفاعي .. ونحن لسنا مدينين لأوروبا في الاتفاق النووي

من ناحيته، اعتبر سفير ومندوب إيران الدائم بالمنظمات الدولية في فيينا كاظم غريب آبادي، انتهاء القيود التسليحية على ايران اليوم فرصة مناسبة للتعاون مع الدول الاخرى لتصدير واستيراد الاسلحة، مؤكدا بانه لا يمكن لاي حكومة الاعتراض بعد الان على هذه المعاملات التسليحية او حتى وجود اسلحة ذات منشأ ايراني في مختلف الدول.

وفي تصريح أدلى به غريب آبادي لوكالة “ارنا” فجر اليوم الأحد بعد إصدار بيان الخارجية حول انتهاء القيود التسليحية على إيران، اشار الى المحاولات الفاشلة التي قامت بها اميركا لتمديد الحظر التسليحي على ايران وكذلك تفعيل آلية الزناد، لافتا الى عدم مواكبة الدول لها في مجلس الامن الدولي وحتى من قبل حلفائها التقليديين.

ونوه لأهمية البعد القانوني لانتهاء القيود التسليحية على ايران وقال: ان هذا الموضوع مهم من حيث ان اهم نوع من القيود اي قيود مجلس الامن الدولي قد ازيل من امام ايران في مختلف القضايا وليس بامكان الحكومات بعد الان الاستناد الى وجود حظر او قيود دولية ملزمة، في المعاملات التسليحية وحتى وجود اسلحة ذات منشأ ايراني في مختلف الدول. 

واضاف السفير الايراني: ان هذا الامر يوفر من جانب اخر فرصة مناسبة لادراج التعاون اللازم في مجال صادرات وواردات الاسلحة مع مختلف الدول في جدول الاعمال وتسهيل ذلك، وبطبيعة الحال نظرا للطاقات والمعرفة العالية لايران في انتاج الاسلحة المختلفة فبامكاننا تصديرها الى مختلف الدول الراغبة بذلك.

واكد غريب آبادي باننا لسنا مدينين لاوروبا في الاتفاق النووي وقال إنه وبسبب اجراءات الحظر الاميركي وعدم بذل اوروبا اي مجهود (لحصول ايران على مصالحها في اطار الاتفاق النووي”، فقد تكبدت ايران الكثير من الخسائر، فهل ان اوروبا مستعدة للتعويض عن هذه الخسائر؟.

واضاف: ان الاوروبيين يدّعون بانهم ملتزمون بتعهداتهم في اطار الاتفاق النووي. هل بامكانهم ان يقولوا اي حجم من الاستثمارات وظفوا في ايران؟ ما هو عدد اتفاقيات التعاون قيد التنفيذ لهم مع ايران في المجالات التجارية والاقتصادية؟ اي حجم من العمليات البنكية والمالية انجزوا مع ايران؟ اي عدد من البنوك الاوروبية تعمل الان مع ايران؟ ما هو حجم دعمهم المالي لالية “اينستكس”؟ اي حجم من النفط الايراني يشترون؟ اي حجم حرروا من الارصدة الايرانية المجمدة لديهم؟.  

وقال غريب آبادي: انه حينما تقدم اوروبا تقريرا شفافا ودقيقا عن هذه المجالات فبامكانها حينها ان تدعي بانها تلتزم بتعهداتها ومن ثم تطلب من ايران تنفيذ تعهداتها.

روحانی: إيران أفشلت المخططات الأمريكية لتدمير اقتصادها

وأدلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، بدلوه وقال إن حكومته ومن خلال التخطيط الدقيق على مدى العامين والنصف الأخيرين حالت دون تحقق هدف أمريكا المشؤوم في تدمير الاقتصاد الإيراني .

وفي كلمة له بجلسة لجنة التنسيق الاقتصادي التابعة للحكومة ، اضاف روحاني ان الحظر الامريكي غير الانساني وغير المشروع وإن اثر على عائدات البلاد من العملة الصعبة خاصة العام الاخير الا أنه لم ينجح في تحقيق المخططات الامريكية المشؤومة الهادفة الى انهيار الاقتصاد الايراني.

واشار روحاني الى أن الاعداء يعولون كثيرا على الخلافات الداخلية لتفعيل الحظر الظالم ، داعيا جميع المسؤولين والناشطين وكل الحريصين على الوطن والنظام الاسلامي الى التزام الهدوء والعقلانية السياسية والابتعاد عن الخلافات والنزاعات، لتفويت الفرصة على العدو.

من جانب آخر أكد روحاني ان حكومته تعتبر القطاع الخاص هو المحرك لاقتصاد البلاد، موضحا ان الدعم الشامل لتفعيل دور هذا القطاع في الاقتصاد، والاهتمام بقطاع الانتاج والتصدير والشركات المعرفية، ستكون لها الصدارة في السياسات الاقتصادية لحكومته.

وبعد استماعه لتقرير محافظ البنك المركزي عبدالناصر همتي حول سير المعاملات المصرفية بين البنوك، اعتبر روحاني ان البنك المركزي اتخذ التدابير المهمة في الوقت المناسب لادارة الفوائد المصرفية بما ينسجم مع السوق وليس عن طريق فرض التعليمات التي قد تزعزع استقرار السوق.

زر الذهاب إلى الأعلى