كيف حاول رئيس أميركي التطوع للقتال في الحرب العالمية؟

ثيودور روزفلت انتقد بشدة سياسة الرئيس الأميركي وودرو ولسن بسبب رفضه إعلان الحرب على الإمبراطورية الألمانية
خلال مسيرته السياسية، شغل ثيودور روزفلت العديد من المناصب الهامة حيث عيّن الأخير مساعداً لوزير البحرية وحاكماً على نيويورك قبل أن يصبح فيما بعد نائبا للرئيس الأميركي.

وعقب حادثة اغتيال الرئيس وليام ماكينلي (William McKinley) عام 1901، تقلد روزفلت منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية وهو المنصب الذي حافظ عليه حتى عام 1909.

وعلى الرغم من مغادرته للبيت الأبيض، ظل روزفلت حاضرا على الساحة السياسية الأميركية واتجه للترشح للانتخابات الرئاسية عام 1912 ليخسر السباق الرئاسي أمام المرشح الديمقراطي وودرو ولسن.

انتقادات لسياسة ولسن

مع اندلاع الحرب العالمية الأولى على الساحة الأوروبية عقب حادثة سراييفو يوم 28 حزيران/يونيو 1914، صرّح ثيودور روزفلت للصحفيين عن رغبته في دخول بلاده النزاع العالمي بأقرب وقت لمساندة القوى الديمقراطية في إشارة منه لكل من بريطانيا وفرنسا.

من جهة ثانية، انتقد ثيودور روزفلت بشدة حرب الغواصات التي شنها الألمان بالمحيط الأطلسي ضد السفن المدنية والتجارية وطالب حكومة الرئيس وودرو ولسن باتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه الإمبراطورية الألمانية. أيضا، وصف روزفلت سياسة ولسن تجاه الحرب العالمية الأولى بالسيئة والمشينة مؤكدا على ضرورة عدم تجاهل ما يحصل بأوروبا ومتحدثا عن إمكانية إنهاء النزاع بشكل مبكر ومنع توسعه في حال تدخل الأميركيين لجانب الفرنسيين والبريطانيين بالأشهر الأولى من الحرب.

إلى ذلك، فضّل الرئيس وودرو ولسن مواصلة اعتماد سياسة الحياد وتجنب إقحام الأميركيين بهذا الصراع الأوروبي. وخلال الانتخابات الرئاسية لعام 1916، وضع روزفلت ولسن في موقف محرج عندما اتهمه بالخوف وإذلال الولايات المتحدة الأميركية بسبب عدم إعلانه الحرب على ألمانيا عقب قيام الأخيرة باستهداف السفينة لوسيتانيا (Lusitania) مما تسبب في مقتل 128 مواطنا أميركيا.

الرئيس على الجبهة

مطلع العام 1917، أصبح دخول الأميركيين الحرب العالمية الأولى أمرا شبه حتمي. ولهذا السبب، سمح الكونغرس بتكوين 4 فرق من المتطوعين الأميركيين لإرسالها نحو فرنسا.

أمام هذا الوضع، اقترح الرئيس الأميركي السابق روزفلت تكوين فرق متطوعين تحت إشرافه. وبخطته، وعرض روزفلت تكوين هؤلاء المتطوعين بشكل سريع ومكثف خلال ستة أسابيع قبل إرسالهم لفرنسا لمواصلة تكوينهم العسكري والتوجه نحو الجبهة.

من جهة ثانية، عرض روزفلت على السياسيين الأميركيين مقترحا يتولى من خلاله بنفسه عملية قيادة هؤلاء المتطوعين على الجبهة. وقد لقيت هذه الفكرة بالأسابيع التالية استحسانا من قبل عدد من النواب الأميركيين الذين تحدثوا عن زيادة معنويات البريطانيين والفرنسيين والمتطوعين الأميركيين بفضل تواجد ثيودور روزفلت لجانبهم على الجبهة.

على إثر تصريحاته، تلقى روزفلت بشكل يومي رسائل من آلاف الأميركيين المتطوعين المؤيدين لفكرته.

وأمام هذا الوضع، عمد روزفلت للحصول على خدمات عدد من كبار العسكريين الأميركيين المتقاعدين لدعم مشروع فرق المتطوعين.

يوم 18 أيار/مايو 1917، وضع الرئيس الأميركي ولسن حدا لأحلام روزفلت عقب تمريره لقانون الخدمة الانتقائي.

وبموجبه، حصل الرئيس الأميركي على صلاحيات سمحت له بتجنيد الرجال الذين تراوحت أعمارهم بين 21 و30 سنة تزامنا مع خيار استدعاء 500 ألف متطوع.

زر الذهاب إلى الأعلى