كونول نوراللهييفا تكتب: التعاون بين أذربيجان ومنظمة التعاون الإسلامي وأمن العالم الإسلامي

       تجري أعمال إعادة التأهيل والإعمار في منطقتي كاراباخ وشرق زانجازور اللتين تم تحريرهما من الإحتلال  الأرميني بعد حرب كاراباخ الثانية 2020 التي استمرت 44 يوماًن حيث تقوم حكومة جمهورية أذربيجان بتشييد البنية التحتية حتي يستطيع المواطنون العودة إلي أرضهم وبيوتهم والعيش بشكل مريح ومزدهر في هذه المناطق، ويوجد هناك دعم دولي لأجندة السلام في المنطقة بعد الصراع، يأتي في مقدمة ذلك الدعم عمليات إعادة إعمار الأراضي المحررة، فضلاً عن تذليل العقبات التي تعترض عملية المفاوضات من أجل إقامة علاقات طبيعية بين دول المنطقة وبين أرمينيا.

     يدعم العالم الإسلامي، حكومات وشعوب، كافة جهود حكومة وشعب أذربيجان في عمليات إعادة تأهيل وإعمار الأراضي المحررة في كاراباخ، وتنقيتها وتنظيفها من الألغام التي تشكل عقبة كبيرة عملية عملية إعادة الإعمار، حيث تتربص تلك الألغام بالأبرياء المسالمين، وتعمل علي تعطيل عملية التنمية في الأراضي المحررة، ويعيق عودة النازحين إلي أراضيهم  وبيوتهم التي تعرضت للعدوان العسكري الأرميني طوال ثلاثين عامًا.

     لقد تبنت منظمة التعاون الإسلامي، التي تعد ثاني أكبر منظمة دولية في العالم بعد الأمم المتحدة، والتي تضم في عضويتها 57 دولة يتوزعون في أربع قارات العديد من القرارات والمبادرات التي ساندت خلالها جهود أذربيجان في استعادة أراضيها، وضمان وحدة وسيادتة البلاد، وهو ما يعد مؤشراً آخر على قبول المجتمع الدولي للنتائج العسكرية خلال الحرب الوطنية العظمي، والتي انتهت بانتصار أذربيجان، حيث لم يكن أمام أذربيجان سوي تطبيق قرارات الشرعية الدولية بالطرق العسكرية بعد انتظارها ما يقرب من ثلاثين عاماً دون تحقيق أي تقدم في عملية التفاوض من أجل استعادة أراضيها المحتلة وفق قرارات الشرعية الدولية.

       تتضمن القرارات التي اتخذتها منظمة التعاون الإسلامي بشأن دعم جهود أذربيجان في الحرب والسلم والإعمار، أحكاماً مهمة بشأن الجوانب السياسية والقانونية والاقتصادية والإنسانية لعدوان أرمينيا على أذربيجان، وهذا ما يعد أعلي درجات التضامن ليس بين أذربيجان ومنظمة التعاون الإسلامي وحسب، بل بين كافة الدول الإسلامي، فأذربيجان جزء من العالم الإسلامي، والتعاون القائم بين أذربيجان والمنظمة يعد جزءاً مهماً من عملية التضامن الإسلامي، والحفاظ علي أمن وساتقرار وازدهار الدول الإسلامية، حيث تعد منظمة الدول الإسلامي كالجسد الواحد الذي يضم أعضاء عديدة، وإذا اشتكي منه عضو، شعرت كل الأعضاء بهذا الألم الذي يتعرض له ذلك العضو.

     لقد شكلت كاراباخ أهمية كبيرة ليس في تاريخ أذربيجان وحسب، بل في تاريخ العالم الإسلامي، باعتبارها من أهم مواطن الثقافة والحضارة في منطقة القوقاز، فقد كانت كاراباخ تحتوي علي حوالي 403 آثراً تاريخي وديني، منها “67 مسجداً، 144 معبداً، 192 مزاراً، وهذه المساجد العديدة فر كاراباخ والتي يبلغ عددها 67 مسجداً، يوجد منها “13 مسجداً في مدينة شوشا، 5 في أغدام، 16 في فضولي، 12 في زانجيلان ، 5 في جبرائيل، 8 في قوبادلي، 8 في لاتشين”، وقد تم تدمير 63 مسجداً تدميراً كاملاً، والمساجد الأربع الأخري تم تدميرها بشكل جزئي، حيث استخدم الأرمن هذه المساجد كحظائر للحيوانات، وهو ما يعد اهانة لكل القيم الإسلامية، نظراً للمكانة الكبيرة التي يتمتع بها المسجد في التاريخ والقيم الإسلامية، ولذلك فقد عملت مؤسسة حيدر علييف علي ترميم الآثار الأسلامية في الأراضي المحررة بعد تحرير أذربيجان لأراضيها التاريخية من الاحتلال الأرميني، وعودة شعيرة الآذان إلي مساجد كاراباخ. وتدعم منظمة التعاون الإسلامي تلك الجهود التي تبذلها أذربيجان في عملية ترميم التراث الإسلامي، واستعادة الأراضي المحررة لهويتها الإسلامية.

       تسهم الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي، والبنك الإسلامي للتنمية، ومؤسسات منظمة التعاون الاقتصادي الأخرى بشكل كبير في عملية إعادة الإعمار والتأهيل والإعمار للأراضي المحررة في كاراباخ، حيث يشكل ذلك الدعم، سواء كان مادياً أو فنياً أهمية كبيرة في جهود أذربيجان التي تبذلها من أجل إعادة الإعمار وعودة المهجرين إلي بيوتهم وأرضهم التي نزحوا عنها منذ نحو ثلاثين عاماً، وقد حدد القراران الصادران عن منظمة التعاون الإسلامي في هذا الشأن مسئولية أرمينيا عن الأضرار التي أحدثها الإحتلال الأرميني بالأراضي الأذربيجانية، وشددت على حق أذربيجان في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية في هذا الشأن.

     لقد دخلت عملية التعاون الكبيرة بين جمهورية أذربيجان ومنظمة التعاون الإسلامي، بعد حرب التحرير الوطنية عام 2020، والتي استمرت 44 يوماً، مرحلة جديدة وهامة من التطور، حيث يهدف كلا الجانبين إلي استمرار ذلك التعاون وفقاً للواقع الجديد علي الأرض بعد حرب التحرير، وذلك بما يخدم أمن ومصالح العالم الإسلامي بشكل عام، حيث يعتبر أمن واستقرار وازدهار أذربيجان ومنظقة جنوب القوقاز هو استقرار وازدهار لكافة الدول الإسلامية.

كاتبة المقال: كونول نوراللهييفا – عضو في البرلمان الأذربيجاني، وعضو الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، وعضو المجلس التنفيذي للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، وممثلة أذربيجان في منظمة القيادات السياسية النسائية

زر الذهاب إلى الأعلى