الرئيسيةتحقيقات

في ذكرى تأسيس مدينة الألف مئذنة.. تعرف على أشهر مساجد القاهرة 

عُرفت القاهرة عبر العصور المختلفة بكثرة مساجدها ومآذنها، فأطلق عليها الرحالة القدامى مدينة الألف مئذنة، حيث كانوا يتوقفون بها خلال رحلاتهم؛ وذلك لكثرة المساجد والمآذن الموجود فيها منذ فجر الإسلام.

ويمكن للناظر من على ارتفاع عالٍ لهذه المدينة العريقة، وتحديدا من بؤرة بالقرب من “قلعة صلاح الدين” رؤية امتداد غير منقطع من المآذن المنتشرة في مختلف الاتجاهات بأشكال وارتفاعات مختلفة، والتي تعبّر عن الطابع العريق للقاهرة.

كما أن بناء المساجد في مدينة القاهرة، بدأ منذ تشييد عمرو بن العاص لمدينة الفسطاط، ومع ازدهارها، ففي عهد الدولة الفاطمية في السنة 358هـ ازداد عدد المساجد والمآذن فيها بشكل كبير، كما ساعدت الدول والممالك الأخرى التي مرّت بها كالدولة العباسيّة، والأيوبية والمملوكية والعثمانية في بناء عدد كبير من مساجدها، بحيث تعتبر مدينة القاهرة ضامّه لأكبر عدد من المساجد الأثرية القديمة القريبة من عهد الفتوح الإسلامية من أي مدينة عربية أو إسلامية أخرى.

وفي هذه الأسطر وبمناسبة الاحتفال بالعيد ١٠٥٢ لتأسيس مدينة القاهرة، نرصد أشهر مساجدها:

مسجد عمرو بن العاص
كان عمرو بن العاص هو أوّل من ساهم في بناء المساجد فى مصر، من خلال تأسيس مدينة الفسطاط في مصر في العام العشرين للهجرة، وبقيت على حالها دون تغيير حتى فترة الخلافة الفاطمية في مصر، حيث قام جوهر الصقلي بتوسعة هذه المدينة، وضمّ ثلاث مدن أخرى من المدن المحيطة بها إليها وهى مدن الفسطاط والعسكر والقطائع، وإحاطتها جميعا بسور عالٍ، وأطلق على هذه المنطقة الواقعة بداخل السور اسم مدينة القاهرة، لتكون المدينة الأهم في عهد الدولة الفاطمية والعاصمة الرئيسية لها.

يقع جامع عمرو بن العاص، بالفسطاط بحي مصر القديمة، وهو أول جامع بُني بمصر بعد أن فتحها عمرو بن العاص سنة 20 للهجرة.

وقد بُني هذا الجامع سنة 21 هجريا، وكان عند إنشائه مركزا للحكم ونواة للدعوة للدين الإسلامي بمصر، ومن ثم بنيت حوله مدينة الفسطاط، التي هي أول عواصم مصر الإسلامية، ولقد كان الموقع الذي اختاره عمرو بن العاص لبناء هذا الجامع في ذلك الوقت يطل على النيل، كما كان يشرف على حصن بابليون الذي يقع بجواره، ولأن هذا الجامع هو أول الجوامع التي بنيت في مصر فقد عرف بعدة أسماء منها “الجامع العتيق” و”تاج الجوامع’.

ويعرف “جامع عمرو بن العاص” بكونه أوّل جامع بُني في مصر, بينما يعرف الجامع الأزهر المبنيّ في العهد الفاطمي بكونه أهم المساجد الموجودة في القاهرة.

مسجد أحمد بن طولون
يعتبر جامع أحمد بن طولون، ثالث جامع أنشئ بمصر الإسلامية، وقد أنشأه أحمد بن طولون، ليكون مسجدا جامعا للاجتماع بالمسلمين في صلاة الجمعة.

تبلغ مساحته حوالي 6 أفدنة ونصف، وكان لنشأة ابن طولون في العراق أثرها في نقل الأساليب المعمارية العراقية إلى مصر في عهده، خاصة تلك المنتشرة فى مدينة سامراء، عاصمة الخلافة العباسية آنذاك، وظهرت تلك المؤثرات على عمارة المسجد سواء من ناحية التصميم أو من ناحية التخطيط والزخرفة.

مسجد الحاكم بأمر الله
يرجع تاريخ بنائه إلى أواخر القرن التاسع الميلادي، الثالث الهجري (379هـ–989م) حين أمر الخليفة الفاطمي الخامس، العزيز بالله، ببناء مسجد كبير خارج سور القاهرة، نظرا لعدم استطاعة الجامع الأزهر استيعاب الكم الهائل من المصلين، إلى جانب عدم قدرته على إقامة مراسم الخلفاء.

أثناء فترة بنائه توفي الخليفة، وتوقَّفت أعمال البناء، حتى أمر الخليفة الجديد الحاكم بأمر الله بتكملة البناء، واكتمل بناؤه عام (402 هـ-1012 م) ولهذا سُمّي مسجد الحاكم بأمر الله نسبة إليه.

مسجد محمد علي

يقع في قلعة الجبل بالقاهرة، وهو أكثر معالم القلعة شهرة حتى إن الكثيرين يعتقدون أن قلعة صلاح الدين الأيوبي هي قلعة محمد علي باشا، لشهرة هذا الجامع بها، كما يسمى أيضًا جامع المرمر وهو نوع من أنواع الرخام النادر الذي كسي به.

وذكرت المصادر والمراجع المختلفة، أنه ما إن أتم محمد علي باشا إصلاح قلعة صلاح الدين الأيوبي وفرغ من بناء قصوره ودواوينه وعموم المدارس رأى أن يبني جامعا كبيرا بالقلعة لأداء الفرائض وليكون به مدفنه.

زر الذهاب إلى الأعلى