
كتب – وائل القناوي:
ونحن لا نزال في أجواء الإحتفال بمرور 47 عاما على انتصارات أكتوبر المجيدة، نلقي اليوم الضوء على أحد رجال حرب الكرامة واسترداد الأرض في السادس من أكتوبر 1973.
«النيل نيوز» التقت بالمقدم في بالقوات الجوية صبحي عبد المعطي عبد الكريم القناوي ، الذي يبلغ حاليا 78 سنة ، في منزله رقم 7 شارع بورسعيد بقرية زاوية بمم ، مركز تلا ، محافظة المنوفية ، ليروي لنا أحداث وأسرار حرب أكتوبر ، ودور القوات الجوية في هذا النصر.
يقول القناوي، إنه تطوع في القوات المسلحة منذ عام 1957 وظل أحد رجالها المخلصين حتى عام 1996 ، أي ما يقارب 40 عاما قضاها في الدفاع عن وطنه وإعلاء شأنه، مضيفًا أنه “بعد أحداث 5 يونيو 1967 الحزينة كنت متواجدًا في إحدى المطارات بوسط سيناء ، وصدرت الأوامر آنذاك بالانسحاب إلى الاسماعيلية، ومنها إلى مطار شرق القاهرة، حيث وصلت إلينا مجموعة من الطائرات المفككة من قبل الاتحاد السوفيتي بمسماه القديم، فقمنا بتجميعها واستخدامها في الطلعات الجوية وحرب الاستنزاف عام 1969”.
وتابع القناوي، أنه كان ضمن 40 آخرين تم اختيارهم للذهاب في مهمة إلى الاتحاد السوفيتي عام 1969 ظلت أربعة أشهر، للتدريب على الطائرة ميج 21 المعدلة، والتي كانت تحمل كمية كبيرة من الوقود، لتستمر أطول فترة ممكنة في الجو، وتحمل كمية ضخمة من الأسلحة والذخائر والصواريخ، مؤكدًا أن تلك المهمة اقتصرت على 4 شهور فقط لحاجة الوطن الماسة إلى هذه النوعية من الطائرات ، والتي صارت بعد ذلك عصب القوات الجوية في حرب أكتوبر 1973.
وأوضح القناوي أنه “بمجرد العودة من الاتحاد السوفيتي صدرت الأوامر لنا بالتوجه نحو إحدى مطارات غرب القاهرة، لنفاجأ بوصول الطائرات التي تدربنا عليها في الاتحاد السوفيتي، وسارعنا بعدها في تدريب الأطقم الفنية على تلك الطائرات، لدرجة أن الفريق مدكور أبو العز قائد القوات الجوية وقتها، قد زار القاعدة المتواجدين بها للاطمئنان علينا وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لنا .
وقال إنه “في النصف الثاني من عام 1969 بدأت حرب الاستنزاف، والتي استطعنا فيها إنهاك قوى العدو وتكبيدهم خسائر فادحة، واستمر هذا الحال حتى جاء يوم استرداد الكرامة واستعادة الأرض”.
وأكد المقدم صبحي ، أنه أثناء حرب 6 أكتوبر 1973 ، تم تكليفه بقيادة فنيين التسليح بإحدى الأسراب المقاتلة ، وكان موكلًا إليهم مهام الاشتراك في الطلعة الجوية التي مهدت الطريق لنصر أكتوبر العظيم .
وأكد على أن “دور القوات الجوية في الحرب كان تنفيذ الطلعة الجوية بدقة وكفاءة عالية، وهو ما جرى بالفعل، ونجحنا في إصابة حركة العدو بالشلل التام، وفتح الطريق لعبور القوات البرية لمجرى قناة السويس بجانب حماية الطائرات القاذفة، وعمل مظلة جوية لحرمان العدو من الاقتراب من الأجواء المصرية، موضحا أن ذلك جرى بفضل الله، ثم توجيهات قائد القوات الجوية آنذاك محمد حسني مبارك”.
وتطرق القناوي إلى أحد المواقف التي رآها ولم ينساها خلال حرب يونيو 1967، وقال إنه لن ينسى لحظة استشهاد زميله أمام عينيه لحظة تركيب كابل بإحدى الطائرات، والتي تسببت في تفحم جثته .
وقال بكل فخر وعزة ، أنه خلال حرب 1973 أصر هو وزملائه على صيام شهر رمضان رغم التعليمات والفتاوى الصادرة من دار الإفتاء بجواز الإفطار للمحاربين، ولكنهم أصروا على الصيام، فكان الجزاء هو النصر المبين .
وأضاف القناوي أنه خلال زيارة القائد الراحل محمد أنور السادات للقاعدة الجوية في المنصورة، وعدهم بتوفير وظيفة مدنية لكل من شارك بحرب أكتوبر ، مكافأة على تضحياتهم ووطنيتهم ، ولكن القدر لم يمهله لتحقيق ذلك، مشيرًا إلى أنه حصل على ميدالية القدوة الحسنة والخدمة الطويلة في عام 1982 من الرئيس الراحل محمد حسني مبارك.
واختتم البطل حديثه معنا بتوجيه رسالة إلى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، رئيس جمهورية مصر العربية هذا نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم
سيادة الرئيس الإنسان عبد الفتاح السيسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مقدم فني بالمعاش صبحي عبد المعطي القناوي، من قرية زاوية بمم – مركز تلا – محافظة المنوفية .
أحد أبطال القوات الجوية أثناء حرب الكرامة واسترداد الأرض في أكتوبر 1973 .
شاركت في حرب يونيو والإستنزاف ثم حرب أكتوبر المجيدة ، ولم أبخل بحبة عرق أو نقطة دم في سبيل رفعة وطنى وإعلاء شأنه
وأنتظر منكم يا سيادة الرئيس تكريما يسعد قلبي ويدخل البهجة على قلب حفيدتي آلاء محسن صبحي القناوي .
حيث أنها حصلت على الثانوية العامة هذا العام بنسبة 96.7 % ولم تتمكن من اللحاق بكلية العلاج الطبيعي بسبب 1 % فقط .
هل أطمع يا سيادة الرئيس أن تمنح حفيدتي إحدى المنح الدراسية للالتحاق بإحدى كليات العلاج الطبيعي وتمد لها يد العون لتحقق أمنية حياتها ؟
أبعث لسيادتكم برسالتي هذه وكل أمل وثقة في إستجابة الرئيس الإنسان لمطلب من أحد أبطال حرب أكتوبر ، وفقكم الله وأعانكم وكتب لمصرنا الغالية كل الخير على أيديكم .
تحيا مصر ، تحيا مصر ، تحيا مصر ، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته

