طارق الشناوى: الحرية لا تعنى الإباحية إطلاقًا والإتقان والارتقاء بالفن يهزمان الفكر المتطرف
لابد من تناول القضايا من المنظور الأسرى الاجتماعى سواء القبطى أو الإسلامي وألا يتناول قضايا دينية فقط

كتب – محمود سعد دياب:
قال الناقد الفنى طارق الشناوى إن الجينات المصرية ليست عنصرين، ولكنها عنصر واحد فقط وتظل واحدًا، وأن الأفلام التى تتناول قضايا مهمة بها جزء كبير من الحساسية، طبعًا لأنها مؤثرة فى الشارع المصري، وهذا أيضًا بسبب الغياب الطويل لتلك الشخصية عن الدراما، فمثلًا تناول الكاتب دائمًا ما يظهر الشخصية القبطية مثالية وملتزمة والنظر إليها دائمًا من وجهة نظر واحدة، ولا أحد ينكر ذلك إطلاقًا، ولكنه فى الحقيقة إنسان يخطئ أحيانًا، ويصيب أحيانًا، ملتزم فى صلاته أحيانًا وأحيانًا مقصر، واستشهد الشناوى بفيلم “بحب السيما”، وبعده أفلام أخرى.
وأضاف الشناوي في ندوة نظمها المجلس الأعلى للثقافة، أن الحرية لا تعنى الإباحية إطلاقًا، وأن الإتقان والارتقاء بالفن يهزمان الفكر المتطرف بتقديم محتوى جيد لأنه يعتبر من القوة الناعمة التى يمكن للدولة الاستفادة منها فى حربها ضد الإرهاب، والتعامل مع هذا الإرهاب على اعتبار أنه فكرة، ولابد أيضًا من مواجهته بفكرة مقابلة وفن حقيقى يهذب المشاعر، ويضع تلك الفكرة فى إطارها الصحيح، ومصر من أكثر الدول التى تستخدم الفن فى مواجهة التطرف، وأن المجتمع يعانى فى الحقيقة كثيرًا من الإرهاب والتطرف، ولا بد أن ينشر الفن والجمال، ولكن لا ينعزل عن أوضاع المجتمع بشكل عام ومشكلاته وحالته الأخلاقية.
كما يرى أيضًا أن تراجع الذوق العام قد ينعكس بشكل سلبى على مستوى الإبداع نفسه، وأكد أنه لابد من تناول القضايا من المنظور الأسرى الاجتماعى سواء القبطى منها أو الإسلامي، وألا يتناول قضايا دينية فقط، ولكن يتناولها من شكلها الاجتماعى الأسرى الذى يعتبر كاشفًا جدًّا للحريات، وليس طرح الإشكالية مباشرة مع الأديان.
كان المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور هشام عزمى، قد نظم ندوة بعنوان “الفنون والحريات الدينية.. السينما والمسرح” نظمتها لجنتا السينما والمسرح، وأدارها الدكتور محمود نسيم، وشارك فيها الدكتور سيد إمام والنقد الفنى طارق الشناوي، تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، وقد طبقت الإجراءات الاحترازية للوقاية من انتشار جائحة كورونا.