«صانع الآلهة» .. قضايا عقدية في ثوب قصصي لمحمد هلال

كتب – خالد عبد المحسن:
«صانع الآلهة» هو عنوان رواية جديدة صدرت لمحمد هلال عن دار النخبة للطبع والنشر .
يعرض فيها قصصا ومواقف وقضايا أزلية من خلال رحلة ابن صانع الآلهة من مكة إلى العراق ثم الاستقرار في مصر من خلال مذكرات تركها ابن صانع الآلهة لأحفاده ترجمها حفيدة الأزهري “ابن النفيس” بلغة عربية لكونه أزهريا الذي طرد من الأزهر لآرائه عن الشيطان وخلافه ومعصيته بعدم السجود لأبينا آدم، وقضية الأصنام وعدم اقتناع ابن صانع الآلهة بمدى نفعها وضرها وطرد والده له ورحلته ومحاولة القبائل التبرج به “بزواج الاستبضاع”ثم رحلته إلى العراق والاستقرار في مصر بنزلة السمان ومعاناته.
إن قصة صانع الآلهة وابنه مثل قصة سيدنا إبراهيم وأبيه هي قصة الصراع بين الفطرة السليمة والتجارة بالدين .
وغواية روفيدة لابن صانع الآلهة مثل غواية الشيطان لأبينا آدم ووقوع ابن صانع الآلهة في الغواية مجبرا مضطرا خوفا من المهلكة .
إن القضايا التي عالجتها الرواية قديمة متجددة حديثة بنظرة فلسفية عميقة عرضت لعبادة الأصنام وأنواع الزواج في الجاهلية والتناقض بين الحقيقة والواقع وما يعتقده الإنسان ويؤمن به ، مما يجعل أقرب الناس إليه يقع في هذه الحيرة ثم يهديه الله إلى الطريق الصحيح وكيف حاربه أبوه وطرده وحدث لحفيده ابن النفيس لطرد الأزهر له.ناقشت الرواية قضايا خلافية أزلية عن معصية الشيطان أم انه أشد حرصا على مقام الألوهية أم أنه يقوم برسالة مكلف بها.
وتدور محاولا الرواية بين الحق والباطل والغواية والمعصية والضرورة والمبادئ والثبات المهلك، لذلك فهي محاور قديم متجددة منذ بداية الخليقة إلى أن تقوم الساعة عرضت لها الرواية بثوب قصصي وتتبع تاريخ عائلة ابن النفيس الذي يتصل بنسبه بابن صانع الآلهة ومواقفه ورحلته والأحداث التي حدثت له عرض فلسفي رائع رائق حتى المعلومات ثم وضعها في ثوب الأحداث في سبك جديد وعرض واضح بعيد عن التكلف والغموض.
ترانا نقف أمام رواية فلسفية تناقش قضايا أزلية تؤرق كثيرا منا ويضع لنا ما يضع أيدينا على طريق الصواب دون عنت لوعي الكاتب بهذه القضايا ومعرفتها معرفة جيدة بعد طول ‘طلاع وتمحيص وتحليل .
تقدم رواية صانع الآلهة رؤية متكاملة في سهولة ويسر لقضايا شائكة يصعب لكثير من القراء الدخول إليها والحكم عليها وهذا هو هدف الأدب والفن التوعية ومناقشة القضايا المصيرية وهموم تشغل عامة الناس لامجرد التسلية إزجاء الوقت .