حنان زكريا تكتب: فين عسكرى الدرك؟ .. فين شاويش الحارة؟

يدور هذا السؤال فى أذهان الكثيرين من المواطنين إذا لم يكُن جميعهم فى ظل ظاهرة مافيا “عصابات” خطف الأطفال والكِبار وتُجار الأعضاء البشرية،هذه الظاهرة المخيفة التى أصبحت تُرعب الجميع.
أين إختفت صفارة شاويش الحارة التى كانت تُشعِر المواطن بالأمن والأمان…!!؟.
خرج ولم يعد جملة مرعبة ومؤلمة ..!!..
فى الأونة الأخيرة أصبح موضوع خطف الأطفال والكِبار ظاهرة تجتاح مواقع التواصل الإجتماعى بشكل غير مسبوق ، كما أن أغلبية المواطنين يشعرون بحالة من الغضب الشديدة لأنهم لم يجدوا الإهتمام من المسؤولين أو المواجهة الحاسمة لهذه الظاهرة الخطيرة التى تسببت فى حالة رعب فى كل بيت فى مصر ..!!.
سيادة الوزير
بسبب التزايد المخيف فى “خطف الأطفال” دون رحمه وصور الأطفال والكِبار المفقودين التى تملأ صفحات وسائل التواصل الإجتماعى وأبرزهم “الفيسبوك” والجروبات الخاصة بالأطفال المفقودين، أدت إلى حالة من الغضب لدى الكثيرين من المواطنين بسبب عدم وجود عقاب شديد لمَن يتم القبض عليهم بتهمة خطف الأطفال أو الإتجار بالأعضاء البشرية.
وطلب المواطنين المستمر بإعدام كل مَن يتم القبض عليه فى ميدان عام فى حال ثبوت التهمة عليه كى يصبح عِبرة لمَن تسول له نفسه بالقدوم على خطف الأطفال.
ومن خلال مقالى هذا أريد أن أنوه عن شيئ يُثير القلق لاحظته فى الكثير من التعليقات، وهو بداية عودة عدم الثقة فى ” بعض ” رجال الشرطة لدى الكثيرين من المواطنين، وهذا مؤشر خطر على الأمن القومى ويُثير القلق ..!!.
بعض المواطنين بسبب غضبهم الشديد بيتهموا بأسلوب مباشر وعلى الملأ بعض رجال الشرطة بالتواطؤ مع هذه العصابات وبالأخص “بعض” أمناء الشرطة الذين أصبحوا سبب رئيسى فى تشويه سُمعة جهاز الشرطة بأكمله ..!!.
يا فندم أرجو من حضرتك الإهتمام بنزاهِة كل مَن يعمل داخل أى قسم شرطة. يا فندم بكل وضوح أكثرية الشعب يُشكِك فى نزاهة بعض رجال الشرطة ويقولون إنهم متواطئين مع هذه العصابات ويتقاسمون معهم الغنيمة وليس فقط مع عصابات خطف الأطفال بل أيضاً مع عصابات سرقة السيارات وما خفىَ كان أعظم..!!..
لاشك أن كل مهنة فيها النزيه والشريف والغير نزيه…
لكن الشرطة ليست مهنة..!!..
الشرطة خدمة وطنية سامِية من الدرجة الأولى لسلامة وأمن البلد والمواطنين.. هناك الكثيرين من رجال الشرطة الشُرفاء بكل تأكيد ولا شك فى ذلك ومنهم مَن ضحوا بحيواتهم من أجل سلامة وأمن البلد والمواطنين، وعلى أرواحهم الطيبة الرحمه والسلام.
لذلك ليس من المقبول أن يأتى “البعض” من أمناء الشرطة ويكون أحدهم هو رئيس عصابة ويُسيء ويُشوِّه سُمعة رجال الشرطة الشُرفاء بل وجهاز الشرطة بأكمله ويكون السبب بسلوكه السيئ فى زعزعة الثقة بين الشعب والشرطة..!!.
وذُكِر فى بعض التعليقات على إحدى منشوراتى فى صفحتى الخاصة وكان مضومنها نفس هذا الموضوع “خطف الأطفال” .. أن دراسة الحقوق فى التعليم المفتوح تم إلغاؤها بسبب أهداف ” بعض ” أمناء الشرطة الذين يسعون لدراسة الحقوق من أجل أن يصبحوا ضباط شرطة
وبناءًا على ذلك تزداد سُلطتهم، والنتيجة أنهم أضاعوا الفرصة للكثيرين من الشباب الذين لم يكملوا تعليمهم بسبب أو لعدة أسباب.
والمشكلة الخطيرة حالياً هى إن العلاقة بين الشعب والشرطة بدأت تسوء مرة أخرى وهذا أمر غاية فى الخطورة. وأنا أخشى بالفعل من عودة زعزعة الثقة بين المواطنين وبين الشرطة.
ولا ننسى بأن هناك الكثيرين من أعداء البلد من الداخل والخارج عيونهم وتركيزهم على أى مشكلة تحدث فى مجتمعنا لكى يستثمروها فى إعلامهم الكاذب ضد مصرنا الغالية.
كتبت منذ عدة أيام مناشدة لسيادتك ولكل المسؤولين بإعادة هيكلة الوضع الأمنى فى الشارع من خلال إعادة نظام (عسكرى الدورية ) أو (شاويش الحارة ) كما كان يُطلق عليه فى مصر حتى السبعينات .
ودُهِشت جداً بل وذُهِلت من كم التفاعل ورجع الصدى
“ردود الأفعال” المهولة والتى لم أكُن أتوقعها وأيضاً كم التعليقات والمشاركة الغير مسبوقين بالنسبة لمنشوراتى على صفحتى الخاصة والدعم المذهل والقبول والترحيب من المواطنين بهذه المناشدة وكأنها طوق النجاة بالنسبة لهم.
وإلى حضراتكم بعض تعليقات وإقتراحات الجمهور :
* ياريت يرجع عسكرى الدورية من تانى زي زمان.
* أتمنى خلي الأمان يرجع تانى زي زمان .
* ياريت لكن بلاش ( أمناء الشرطة )..!!
* وياريت إلغاء ما يُسمى أمناء الشرطة من الأقسام.
* ياريت عساكر الجيش هما اللى يتولوا هذه الخدمة.
* ياريت الجندى أثناء تأدية الخدمة العسكرية يكون أمن وأمان الشارع من ضمن الخدمة.
وهناك آراء أخرى كثيرة من الصعب أن أذكرها من قوة تعبيراتها القاسية بسبب حالة الغضب التى طغت على الكثيرين من المواطنين وتملكت منهم بسبب تفشى مافيا خطف الأطفال والكِبار بنسبة مرعبة دون مبالغة .
وتأكيداً على كلامى هذا، مرحب بسيادتكم “سُلطتكم” .. مراجعة منشورى الذى نوهت عنه وقراءة التعليقات فى صفحتى وفى كل الصفحات التى شاركت هذا المنشور..
وأنا بنفسى نشرته فى عدة صفحات تحمل إسم الشرطة..
وعلى ما يبدو كما وصلنى من تعليقات أن إعادة رجل الأمن ( عسكرى الدورية).. أو ( شاويش الحارة ) كما كان يُطلق عليه فى الشوارع هو بالفعل طوق النجاة للمواطنين.
لا تتخيَّلوا حالة الرعب والهَلع التى تعيشها كل أسرة يومياً لحين عودة أولادهم من المدارس ، بالفعل شيئ مرعب ومفزع..!!..
وأيضاً كم صور المفقودين فى كل لحظة حتى أثناء كتابة مقالى هذا صوت إخطار الرسائل عن المفقودين وصورهم لن تتوقف..!!..
ولذلك أرجو من سيادتك الإهتمام لأنه موضوع هام ويستحق أن يؤخذ بعين الإعتبار..!!..
كما أن ليس من المنطق ولا من المصلحة العامة أن نتجاهل الحالة النفسية التى قد تُصيب الملايين بسبب القلق والتوتر والرعب والهلع والأفكار السيئة التى تملكت من الأُسَر ويَعيشوها يومياً خوفاً وقلقاً على فلذات أكبادهم، وكما هو واضح أن الموضوع غاية فى الخطورة ويجب السرعة فى إيجاد حل جذرى، لأن بهذا الوضع ممكن مجتمع بأكمله ينهار ويُصاب بأمراض نفسية وعضوية بسبب الحالة الهستيرية التى يعيشونها يومياً خوفاً وقلقاً ورعباً على أولادهم..
حوادث الخطف كثُرت بشكل مخيف…
والمفزع إن عصابات خطف الأطفال وغيرهم من معدومي الضمير والإنسانية يتاجرون ليلاً نهاراً فى الأعضاء البشرية وخطورة هذه الظاهرة وتفشيها بشكل يومى مخيف ومرعب..!!.
لذلك أناشد سيادتك وكل المسؤولين بوجود رادع قانونى وموقف حاسم يقضى على هذه الظاهرة وعلى تَمكُّن هذه العصابات وتناميها لحظة تلو الأخرى.
كما أرجو من سيادتكم شَن حملة قوية على المتسولين فى الشوارع وبالأخص السيدات التى يصطحبوا أطفال رُضّع معظمهم مخطوفين أو مستأجرين من دور الأيتام، والدليل على ذلك هيئة الرضيع التى تصطحبه المتسولة وملامحه التى ليس لها أى صِلة بالمتسولة. والأمثلة كثيرة يا فندم وممكن حضرتك تتأكد بنفسك من خلال تصفُح الجروبات الخاصة بالأطفال المفقودين..!!
وأتمنى من حضرتك لإتخاذ قرار بمنع التسول فى الشوارع وغرامة مالية كبيرة لكل مَن يتسول فى الشارع.لأن وجودهم صورة سيئة للبلد أمام العالم وأمام السُياح، علينا جميعاً أن نحافظ على مظهر وصورة مصرنا أمام العالم كله.
يا فندم مصر أعظم من أن تمتلأ شوارعها بالمتسولون..!!
ومن خلال بحثى عن سبب تزايد نسبة خطف الأطفال فى مصر، قرأت للأستاذ الدكتور ” عادل عامر ” الخبير القانونى والباحث الإقتصادى، أن تكوين تشكيلات عصابية لخطف الأطفال لطلب فدية من ذوى الأطفال المخطوفين، وفى المرتبة الثانية تأتى الخلافات الشخصية بين ذوى الأطفال والخاطفين، وغالبًا ما تكون بسبب الانتقام وتفشى ظاهرة العنف فى المجتمع المصرى التى غالبًا ما تنصب على الفئات الأضعف فى المجتمع ألا وهى الأطفال، تليها خطف الأطفال فى ظروف غامضة، ثم الخطف نتيجة مشاكل فى الإنجاب، ثم الخطف بهدف سرقة المصوغات الذهبية والإتجار بالبشر، وهناك العديد من حالات الاختطاف التى تتم بدون وجود أى أسباب، ومع تزايد حالات اختفاء وخطف الأطفال فى مصر؛ لجأت العديد من الأسر إلى مواقع التواصل الإجتماعى لنشر صور أبنائها المختفين، والإعلان عن مبالغ مالية لمن يدلى بمعلومات عنهم.
وهُنا الكارثة الكبرى فى هذه النقطة الأخيرة من تحليل د.عادل عامر وهى: (الإعلان عن مبالغ مالية لمن يدلى بمعلومات عنهم )
خطورة هذه الوسيلة التى إستعانوا بها عائلات الأطفال المخطوفين ممكن تؤدى إلى نتيجة عكسية،بمعنى ممكن تشجع أكثر على الخطف من أجل الحصول على مكافأة مالية.
لذلك أنا أُصِّر على مناشَدتى هذه لإن لجوء عائلات المفقودين لوسائل التواصل الإجتماعى يدُل على زيادة عدم الثقة فى جهاز الشرطة للأسف.
وهذا السلوك أنا أرفضُه تماماً حفاظاً على قيمة ووقار والدور السامي لجهاز الشرطة المصرية.
حفظ اللّه مصرنا والوطن العربى من كل سوء ومكروه
بنت مصر .. حنان زكريا