تعرف على أبرز صفات «القاتل الأصفر» .. ما هو غاز «الكلور» السام الذي تسرب في ميناء العقبة الأردني؟

أعلنت الحكومة الأردنية أن الغاز السام الذي تسرب في ميناء العقبة، أمس الأول الإثنين، هو غاز الكلور (الكلورين) السائل، لتؤكد أبرز صفات “القاتل الأصفر” الذي أودى بحياة 12 وأصاب أكثر من 200.

يُعد الكلور أحد أكثر العناصر استخداماً في الصناعة، كما يتواجد أيضاً في بعض المنتجات المنزلية، وهو عنصر نشط كيميائياً يتفاعل مع معظم العناصر الأخرى، ليُكون مركبات لها استخدامات عدة.

ويمكن ضغط غاز الكلور وتبريده لتحويله إلى سائل، ليتم شحنه وتخزينه. وعندما يتم إطلاق الكلور السائل في ظروف الضغط الجوي ودرجات الحرارة العادية، يتحول بسرعة إلى غاز كثيف له لون أصفر مائل للاخضرار. يبقى ذلك الغاز قريباً من الأرض، كونه أثقل من الهواء 3 مرات، وينتشر بسرعة.

“الغاز القاتل”

ويُمكن التعرف على غاز الكلور من خلال رائحته المزعجة التي تُشبه مادة المبيّض المنزلي. ورغم أنه غير قابل للاشتعال، إلا أنه يتفاعل بشكل متفجر، ويُمكن أن يشكل مركبات متفجرة مع مواد كيميائية أخرى مثل الأمونيا.

وتشير الدراسات إلى أن التعرض لـ40 إلى 60 جزءاً في المليون من هذا الغاز، قد ينتج عنه إصابة في الرئة، وعادة ما يسبب 430 جزءاً في المليون الوفاة في غضون 30 دقيقة، في حين يمكن أن يكون التعرض لـ 1000 جزء في المليون قاتلاً في غضون بضع دقائق.

الكلور كسلاح كيماوي

ويُستخدم الكلور كمبيض في صناعات الورق والقماش، كما يدخل أيضًا في صناعة المبيدات الحشرية والمطاط والمذيبات العضوية، كما يُستخدم في معالجة مياه الشرب وحمامات السباحة لقتل البكتيريا.

وفي الحرب العالمية الأولى، تم استخدام الكلور كسلاح يُسبب الاختناق. في ذلك الوقت، ترأس برنامج حرب الغاز الألماني الضابط فريتز هابر والذي حاول صناعة سلاح من الكلور. وقد تمكن في أبريل من عام 1915 من ابتكار طريقة لإطلاق ذلك الغاز الذي يُمكن أن يتفاعل مع الماء في الرئتين لتشكيل حمض الهيدروكلوريك الذي يُدمر الأنسجة ويؤدي بسرعة إلى الوفاة.

إلا أن فائدة استخدام الكلور كسلاح ظلت مؤقتة ومحدودة، فلونه ورائحته المميزة جعلا من السهل اكتشافه، وبالتالي فمبجرد إطلاقة يمكن للجنود وضع القناع الواقي لمنع آثاره، وحتى إذا لم يتوافر ذلك القناع فمن السهل استخدام وسيلة فعالة أخرى للحد من تلك الآثار.

ولأن الكلور يذوب في الماء، يُمكن وضع قطعة قُماش مبللة على الوجه، وبالتالي لا يصل الغاز إلى الرئتين. ورغم ذلك، تسبب استخدام الكلور لأول مرة في وفاة 1100 شخص خلال الحرب العالمية الأولى.

وأفادت تقارير باستخدام غاز الكلور ضمن تفجيرات بسيارات مفخخة في العراق عام 2003، وفي عدة هجمات بسوريا عام 2014.

أعراض التسمم بالكلور

وتعتمد مخاطر الكلور على مدى قرب الأشخاص من مصدر الغاز، والطريقة التي يتم إطلاق الكلور بها وطول فترة التعرض للغاز.

عندما يتلامس غاز الكلور مع الأنسجة الرطبة مثل العين والحلق والرئتين، يتم إنتاج حمض الهيدروكلوريك والذي يمكن أن يتلف هذه الأنسجة.

وتظهر مجموعة واسعة من الأعراض فور التعرض لتركيزات خطيرة من الكلور، من ضمنها تشوش الرؤية، والألم الحارق وبثور الجلد وحرقة الأنف والعينين والسعال وضيق التنفس.

وهناك العديد من الآثار الصحية طويلة الأمد والتي تحدث بعد استنشاق تركيزات عالية من الكلور، أخطرها على الإطلاق “الوذمة الرئوية” وهي حالة تُسببها تجمع السوائل في الرئتين، ويُمكن أن تُسبب الوفاة.

علاج التسمم بالكلور

يجب عدم التعرض لغاز الكلور من دون حماية. وفي حالة التعرض، يجب الانتقال سريعًا لمكان مفتوح واستنشاق هواء نقي، والذهاب إلى أعلى المباني، فالكلور أثقل من الهواء، مع ضرورة خلع جميع الملابس وغسل الجسم بالكامل بالماء والصابون، والتوجه لأقرب مستشفى للحصول على الرعاية الصحية.

حسب منظمة الصحة العالمية، فإن التسمم بغاز الكلور يستهدف العينين والجهاز التنفسي، وبالتالي يجب بذل الجهود للحفاظ على تدفق الأكسجين وإزالة التلوث من العينين.

وتقول المنظمة إنه ينبغي على الفور نزع العدسات اللاصقة لمن يستخدمها، مع غسل العينين بماء دافئ ومحلول ملحي، مع استشارة الطبيب المختص إذا ما حدث تماس بين العين وسائل الكلورين.

وفي حالة استنشاق الغاز، ينبغي قياس غازات الدم، وإجراء أشعة للصدر، ومراقبة الوظائف التنفسية والعدوى، ومعالجة أعراض الضائقة التنفسية باستخدام الأدوية ومن ضمنها الكورتيزون.

أبرز حوادث تسرب غاز الكلور

في عام 2005، وقع أسوأ حادث تسرب للكلور في الولايات المتحدة الأميركية عندما خرجت 18 عربة قطار شحن عن مسارها وأطلقت أكثر من 50 طناً من الغاز بالقرب من بلدة “جرانتفيل” بجنوب كاليفورنيا.

وأودى الحادث بحياة 9 أشخاص، وتم علاج 550 شخصاً في المستشفيات، وإجلاء 5000 شخص من منازلهم.

وفي عام 2004، تسبب حادث قطار بالقرب من ولاية “تكساس” في تسرب حوالي 41 طناً من الغاز، وتوفي جراء ذلك التسرب 3 أشخاص وأصيب 44.

وفي عام 2015، أدى انفجار خزان كلور في محطة معالجة مياه في نيجيريا إلى سقوط 8 أشخاص، وفي عام 2017 تسبب تسرب غاز الكلور في مقاطعة “خوزستان” بجنوب غربي إيران في إصابة 475 شخصًا على الأقل.

زر الذهاب إلى الأعلى