نشرت وكالة بلومبرغ، تقريرا حول الدور الاقتصادي والمالي الذي يلعبه الشيخ طحنون بن زايد نائب حاكم إمارة أبوظبي ومستشار الأمن الوطني، على مستوى الاقتصاد المحلي، والعالمي.
وأشارت بلومبرغ في تقريرها إلى أن الأصول التي يشرف عليها الشيخ طحنون بن زايد، في صندوق الثروة السيادي الإماراتي وصلت إلى 1.5 تريليون دولار. ويرأس الشيخ طحنون صندوقين سياديين، وأهم شركة استثمار خاصة في المنطقة، وأكبر بنك في البلاد، وأكبر شركة مدرجة في السوق المالية المحلية.
وبحسب التقرير، فقد شرع الشيخ طحنون بن زايد في تمويل صفقات بمليارات الدولارات عبر منظومة واسعة من الكيانات الخاصة والحكومية. من خلال جذب عمالقة المال مثل راجيف ميسرا والملياردير راي داليو.
ويُعرف الشيخ طحنون بأنه من محبي رياضات الجوجيتسو البرازيلية وركوب الدراجات والشطرنج، ويرأس الآن صندوقين للثروة، وهما أهم شركة استثمار خاصة في المنطقة، وأكبر مقرض في البلاد وأكبر شركة مدرجة فيها.
طحنون بن زايد
وُلِد الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان في 1968، بعد سنوات قليلة من اكتشاف النفط في أبوظبي وعندما كانت دولة الإمارات العربية المتحدة لا تزال منطقة يسكنها أقل من 250 ألف شخص مقارنة بما يقرب من 10 ملايين نسمة الآن – وأصبح الشيخ طحنون على نحو متزايد وجه الطموحات العالمية لبلاده.
وقالت كارين يونغ، الباحثة البارزة في مركز جامعة كولومبيا لسياسة الطاقة العالمية: “الشيخ طحنون المتحكم الاستراتيجي بالعديد من أدوات إدارة الحكم الاقتصادي وهو من يتحكم في استخدام الوسائل الاقتصادية لدعم السياسة الخارجية”.
وقال التقرير: «تسلّط محاولتا شراء بنك «ستاندرد تشارترد» وبنك الاستثمار الأميركي «لازارد» (Lazard Ltd) في بداية العام الجاري -رغم عدم نجاحهما في نهاية المطاف- الضوء على حجم طموحات الشيخ طحنون. من بين الصفقات الأخرى البارزة أيضاً، استثمار في شركة «بايت دانس» (ByteDance Ltd) الصينية المالكة لشركة «تيك توك» (TikTok Inc)؛ وإطلاق صندوق بقيمة 10 مليارات دولار يستهدف الفرص في مجال التكنولوجيا؛ واتفاق لتمويل الأداة الاستثمارية الجديدة للملياردير ميسرا بقيمة 6.8 مليار دولار؛ والاستحواذ على أكبر شركة لصناعة الأغذية في كولومبيا بالشراكة مع المصرفي الملياردير خايمي جيلينسكي. وهناك أيضاً شركة «جي42» (G42)، وهي كيان آخر من الكيانات الرئيسية التابعة للشيخ طحنون، والتي تتعاون مع شركة «سيريبراس سيستمز» (Cerebras Systems Inc) التي قامت مؤخراً ببناء أول 9 أجهزة كمبيوتر عملاقة تعمل بالذكاء الاصطناعي كبديل للأنظمة التي تستخدم تقنية “إنفيديا كورب” (Nvidia Corp)».
توسع في الأسواق الناشئة
وأشار التقرير إلى أن الكيانات الاقتصادية الضخمة التي يرأسها الشيخ طحنون بن زايد، واجهت في بعض الأحيان تحديات في إبرام صفقات عبر الحدود، مثل تلك الخاصة ببنك «ستاندرد تشارترد»، بسبب الصعوبات في التعامل مع لوائح الاندماج والاستحواذ المعقدة في الخارج. وقد تكون هناك تحديات أخرى في المستقبل.
تقول لين عمار، المقيمة في أبوظبي في شركة المحاماة «كليري غوتليب» (Cleary Gottlieb): «أصبحت الصفقات الأميركية أكثر تعقيداً بالنسبة إلى الكيانات الخليجية»، وتضيف: «من المرجح أن يواصل النطاق الجغرافي الواسع جذب انتباه السلطات المعنية بالاستثمار الأجنبي المباشر، مثل لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، والتي قد تكون قلقة بشأن التدفق المحتمل للمعلومات إلى الصين».
وتظهر الأدوات الاستثمارية التابعة للشيخ طحنون، ميلا للأسواق الناشئة، إذ ذكرت بلومبرغ أن صندوق التكنولوجيا التابع لشركة «جي42» يقوم بتشكيل فِرق في المدن الآسيوية، بما في ذلك في شنغهاي، بهدف استكشاف فرص الاستثمار. وأبدت شركة الشيخ طحنون الاستثمارية الخاصة «رويال غروب» منذ فترة طويلة، اهتماماً كبيراً بالهند، والتي وصفها مسؤولون تنفيذيون في المجموعة بأنها محرك النمو المحتمل للعقد المقبل، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر.
ودخلت مجموعة «جي42» أيضاً في مناقشات متقدمة لتوسيع مشروعاتها لتشمل دولاً في كل أنحاء إفريقيا وآسيا، وفقاً للأشخاص المطلعين. وتُعد الولايات المتحدة وأوروبا وأميركا اللاتينية من الأسواق الأخرى التي تُعتبر محل اهتمام أيضاً بالنسبة إلى مجموعة «رويال غروب».
، بلومبرغ: كيانات استثمارية إماراتية بقيادة طحنون بن زايد تجتذب عمالقة المال حول العالم