المتحدث باسم السفارة الصينية بالقاهرة: «الشبكة النظيفة» التي ذكرها المسئول الأمريكي «شبكة تصنت قذرة واحتكارية»

كتب – محمود سعد دياب:
علق المتحدث باسم السفارة الصينية بالقاهرة شياو جيشيان، على الهجوم الذي شنه وكيل الخارجية الأمريكي كيث كراك على الصين خلال زيارته الأخيرة لمصر.
وقال المتحدث في تصريحات رسمية له: “لقد لاحظنا من خلال متابعة تقارير وسائل الإعلام ذات الصلة، أنه أثناء زيارته الأخيرة لمصر، نشر وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للنمو الاقتصادي والطاقة والبيئة بعض التصريحات الكاذبة حول الصين وشن هجوما شرساً على الصين”.
وأكد أن الصين “تعرب عن استيائها ومعارضتها الشديدة للكلمات والأفعال من الجانب الأمريكي. وبصفتي المتحدث الرسمي باسم السفارة الصينية بالقاهرة، أود أن أوضح حقيقة الأكاذيب ذات الصلة التي نشرها هذا المسئول الأمريكي على النحو التالي:
1- إن ما يدعو إليه الجانب الأمريكي تحت مسمى “الشبكة النظيفة” في الحقيقة يمكن تسميتها بــ”الشبكة القذرة”، و”شبكة التنصت”، و”الشبكة الاحتكارية”، و”الشبكة الأيديولوجية”. فوفقاً للمعلومات التي كشفت عنها حادثة” بريزم جيت” (Prism Gate) ، أن وكالة الأمن القومي الأمريكية ولسنوات عديدة كانت تنقب عن المعلومات الاستخباراتية والبيانات من خلال التطبيقات المختلفة ، وأجبرت كل من Twitter وFacebook وYouTube وSkype وGoogle Maps وحتى تطبيق لعبة “Angry Birds” على التعاون معها !.
وفقًا لهيئة الإذاعة الكندي (CBC)، استخدمت وكالة الأمن القومي الأمريكية ووكالات الاستخبارات التابعة لأعضاء تحالف “العيون الخمسة” تطبيق متجر Google لزرع برامج تجسس أو كسر شفرات البرامج في الهواتف المحمولة ، ونجحوا في سرقة كميات هائلة من المعلومات. وقد كشفت “واشنطن بوست” ذات مرة أن وكالة الأمن القومي الأمريكية قد تعاونت مع المقر الرئيسي للاتصالات الحكومية البريطانية لاختراق الخوادم السحابية لـ Google و Yahoo لجمع مئات الملايين من المعلومات الخاصة. وفقًا لصحيفة New Zealand Herald ، قامت الولايات المتحدة بالتعاون مع وكالة الاستخبارات النيوزيلندية ، بالتصنت على قاعدة بيانات القنصلية الصينية في أوكلاند. وقد كشف متعاقد الاستخبارات الامريكي السابق ادوارد سنودن عن بعض الوثائق التي توضح أن الولايات المتحدة قد أخفت أجهزة مراقبة في ما يقرب من 100 سفارة وقنصلية في الخارج لسرقة الأسرار في البلدان التي يتمركزون فيها.
2- في فترة من الزمن ، عمم الجانب الأمريكي مفهوم الأمن القومي ، وأساء استخدام القوة الوطنية ، وفرض إجراءات تقييدية مختلفة ، وهذا يعتبر عمل هيمني صريح.
حتى الآن ، لم يتم اتهام الشركات الصينية بأي حوادث أمن إلكتروني مشابه لـ “Snowden Incident” و “WikiLeaks” ، كما لم يكن هناك أي منصات أو شبكات تجسس مشابهه لـ “Prism Gate” و “Equation Organization” و “Echelon System” ، ولا يمكن لأي دولة أن تقدم دليلًا على وجود منتجات تطبيقات ذات صلة بـ “الباب الخلفي” وأعمال الاستخبارات للشركات الصينية.
من أجل منع الشركات الصينية من تحقيق ميزة رائدة في مجال الجيل الخامس، استخدم السياسيون الأمريكيون كل الوسائل لقمع تلك الشركات. ولأننا في عصر العولمة ،من المفترض مناقشة تطوير تقنية الجيل الخامس ومشاركتها من قبل جميع البلدان. إن ممارسة تسييس تجاه تقنية الجيل الخامس لا تساعد ولا تسهم بالمرة في تطويره، كما أن هذا التسييس يتعارض مع مبدأ المنافسة العادلة، ولا يتوافق مع مبدأ المصالح المشتركة في المجتمع الدولي.
3- إن إدعاءات المسؤول الأمريكي بأن “الرئيس الصيني الحالي أظهر درجة كبيرة من العدوانية فيما يتعلق بأمن المعلومات” و”الحكومة الصينية تفرض عقوبات على المواطنين الصينيين الذين لا يستخدمون المعدات الصينية” و أن “القانون الصيني يطالب الشركات الصينية بتزويد الحكومة ببيانات العملاء” هي أكاذيب لا أساس لها من الصحة.
هناك بعض السياسين الأمريكيين يتفننون في تلفيق وابتكار كل أنواع الأكاذيب ، ويشنون حملات شرسة على الحزب الشيوعي الصيني ، والأفعال تلك تدفع فقط الشعب الصيني لتقديم دعم أقوى للحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية. أظهر تقرير مسح أجرته منظمة دولية ، أن الحكومة الصينية تحت قيادة الحزب الشيوعي حازت على أكثر من 90٪ من رضا الشعب وثقته ، وتحتل المرتبة الأولى بين جميع الحكومات على مستوى العالم .
منذ بداية هذا العام ، وكما هو واضح للجميع ، أنه في ظل القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني ، حقق الشعب الصيني نصرا استراتيجيا في مكافحة الوباء .ووفقا لاستطلاعات الرأي في سنغافورة ، بعد هذه المعركة ضد الوباء ، وصل رضا الشعب الصيني وثقته بالحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية إلى أقصى مستوى على مر التاريخ .
في الذكرى الــ99 لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني ، أرسل أكثر من 100 حزب سياسي في العالم ، بما في ذلك العديد من الأحزاب المصرية ، رسائل تهنئة إلى الصين. قاموا خلالها بتقييم موضوعي وإيجابي للحزب الشيوعي الصيني ، معبرين عن أنه منذ إنشائه ، بذل الحزب الشيوعي الصيني الكثير من التضحيات والجهود لتحقيق الاستقلال الوطني وتحرير الشعب وازدهار البلاد ورخاء وسعادة الشعب، فقد أعاد الحزب الشيوعي الصيني إحياء الصين القديمة.
4- صرح المسؤول الأمريكي بأنه “بسبب انتهاكات حقوق الإنسان وغياب الديمقراطية، بدأت بعض الشركات العالمية الكبرى في الانسحاب من السوق الصينية”.
والواقع هو، أنه وفقًا لاستبيان حديث أجرته وزارة التجارة الصينية ، أن 99.1٪ من الشركات الأجنبية أعربت عن استمرارها في الاستثمار والعمل في الصين. وقد أظهر الاستطلاع الأخير الذي أجراه مجلس الأعمال الأمريكي الصيني لأكثر من 150 شركة أن الشركات الأمريكية لا تزال متفائلة بشأن السوق الصينية. يجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من الشركات العالمية المعروفة تقدمت مشاركة في معرض الصين الدولي الثالث للاستيراد الذي يُجرى الإعداد له الآن ، وذلك بنسبة مشاركة أعلى من الدورة الأولى لهذا المعرض . لذلك سيتم زيادة متوسط مساحة المعرض بنسبة 14٪ لتستوعب 500 شركة رائدة في الصناعات من مختلف أنحاء العالم . وهذا الإقبال على المشاركة يظهر بشكل كامل ثقة الشركات العالمية في النمو الاقتصادي للصين وآفاق التنمية المستقبلية.
5- بيان المسؤول الأمريكي حول الأوضاع في شينجيانغ وهونج كونج في الصين عار تماما من الصحة، حيث قامت منظمة حقوقية غير حكومية يمولها الصندوق الوطني الديمقراطي في الولايات المتحدة ، باختلاق الكذب والأقاويل حول ما يسمى بمركز التعليم والتدريب في شينجيانغ والادعاء باحتجاز مليون مسلم ، وقد اختلقت المنظمة الكذبة المذكورة أعلاه فقط من خلال إجراء مقابلات مع 8 أشخاص فقط!.
لقد تم إنشاء مراكز للتعليم والتدريب المهني لمساعدة الأشخاص المتأثرين بالإرهاب والتطرف وذلك وفقاً للقانون ، وهذا المركز لا يختلف عن الممارسات المختلفة لإزالة ومكافحة التطرف والإرهاب في العديد من البلدان في العالم ، وقد حقق نتائج إيجابية وملموسة . حيث أنه لأكثر من 3 سنوات متتالية لم تشهد شينجيانغ أي أعمال عنف أو تطرف ،وجميع “المتدربين” بمراكز التدريب المهني قد تخرجوا مع نهاية عام 2019 بعد أن أكملوا دراستهم ، وقد حصلوا على عملًا مستقرًا ويعيشون حياة سوية وسليمة.
لاقى تطبيق قانون الأمن القومي لهونغ كونغ ترحاباً وتأييداً كبيرا من أهالي هونغ كونج ،وأصبحت معايير الصواب والخطأ في مجتمع هونغ كونغ أكثر وضوحًا ، وضعفت قوى المعارضة بشكل واضح ،وعادت روح حب الوطن لهونغ كونج. وانصب تركيز المواطنيين على مكافحة الوباء وتنشيط الاقتصاد . ولا أساس من الصحة حول ما قاله المسؤول الأمريكي عن قمع حرية وسائل الإعلام في هونغ كونج .
وتجدر الإشارة إلى أن التعاون الصيني المصري هو شأن بين الصين ومصر ولا يتطلب من الولايات المتحدة أن تتدخل في العلاقة بين البلدين. تؤمن الصين بأنه يمكن لمصر ، حكومةً وشعباً ، أن تنطلق نحو تحقيق المزيد من التنمية والتعاون مع الدول الأخرى من منطلق المصالح الوطنية لمصر وإصدار أحكام وخيارات مستقلة من أجل حماية سيادة مصر .بصفتها شريكا استراتيجيا شاملا لمصر ، تولي الصين أهمية كبيرة للعلاقات الصينية المصرية وستواصل بذل جهود حثيثة لدفع العلاقات الثنائية وتعزيز رفاهية الشعبين.