مقالات وكتاب

الدكتور عمرو عبد العزيز يكتب: ماذا يفعل الحمل بجسم المرأة ؟

يشهد جسم المرأة منذ بداية الحمل تغيرات مختلفة تلحظها السيدة بنفسها وتبدأ فى التعبير عنها على طريقتها، بالشكوى أو الفرحة، هكذا عادة النساء فى اهتمامهن بجمالهن، ولهن كل الحق بالتأكيد، فإبتسامة المرأة هى سر سعادة كل من حولها.

فى رأيي أن التغيرات الفسيولوجية الطبيعية ليست سيئة ولا تستدعي خوفا أو قلقا منها بالضرورة، وأولها نحدده فى حجم الرحم الذي يبدأ فى الكبر مع بداية الحمل ويتحرك وزنه من 50 جرام إلى 1 كيلو جرام كامل عند نهاية فترة الحمل، كما يزيد طوله من 7 ونصف سم إلى 35 سم خلال نفس الفترة.

ثم يبدأ حجم الرحم فى الميل، وغالبا ما يتجه يمينا ليضغط على الجانب من أسفل البطن فيما نسميه “شد الأوتاد الرحمية”، وترتبط به الانقباضات الرحمية أو “تفاسيح الولادة” كما تسميها الأمهات ذوات الخبرات، وتظهر في الشهر الثامن أو التاسع، وهى انقباضات رحمية غير منتظمة تتفاوت مواعيدها.

الثدى أيضا، أحد أبرز أجزاء الجسم التى تشهد تغيرات خاصة مقترنة بالحمل، هو زينة النساء وسر جمالها وتألقها قبله، وله وظيفة مرتبطة بطبيعة المرأة الأم ذاتها بعد الحمل والولادة، حيث تبدأ الغدد اللبنية فى إنتاج اللبن فيبدأ حجم الثدي فى الكبر، وهى مرحلة ظهور “الكلف” أيضا الذي يشهده سطح الثدي من تفاوت لون الجلد وظهور العروق الموجودة على سطح الثدي، مع إسمرار لون الحلمة وتحوله غالبا من اللون الوردي إلى اللون البني، بخلاف شعور المرأة بثقل الثدى ذاته وكبر حجمه.

كذلك يشهد الجلد تغيرات كبيرة خاصة جلد البطن الذي تظهر فيه التشققات بمنطقة الجانبين، مع الخط البني الموجود بالمنطقة الواقعة ما بين الثديين حتى العانة مرورا بمنطقة السرة.

أما التغيرات التى تشهدها العظام فتبدأ بحدوث ما يسمى LORDOSIS ، ومعها تخطو المرأة خطوة الملوك مقوسة الظهر مع ألم متفاوت أسفله، هذا الألم يتكرر عند دخول الحمام بسبب ضغط الرحم على المثانة، وهو مرتبط هنا بهرمون الحمل الذي يتسبب فى ارتخاء العضلة المسئولة عن الشعور بالحاجة إلى “قضاء الحاجة”، وتكرار الشعور بهذا الأمر أيضا.

ضمن جملة التغيرات تلك، لا يمكن أن ننسى القلب وزيادة دقاته وانخفاض ضغط الدم خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى، والأشهر الوسطي، وهى علامات مطمئنة لنا تماما على استقرار الحمل بعيدا عن مخاطر ضغط الدم.

أخيرا؛ زيادة نمو شعر الجسم وتغير شكل الأنف أيضا؛ من التغيرات الطبيعية التى يشهدها جسم المرأة خلال فترة الحمل، وتنتهى بمجرد الولادة، وجميعها تمثل تمهيدا إلهيا لاستقبال نطفة تتشكل داخل رحم وجسم يحملان متعة الأمومة ومعاناتها المحببة لقلوب النساء، إنها حكمة الله فى خلقه للمرأة على طبيعة نتعجب لها جميعا ونقف أمامها حائرين أحيانا.

*الكاتب استشاري أمراض النساء والولادة والحقن المجهري

زر الذهاب إلى الأعلى