مقالات وكتاب

الدكتور عمرو عبد العزيز يكتب: الولادة الطبيعية وكارت الغدر

تعرف الأمهات والجدات أن الولادة الطبيعية مشهد مهم فى حياتهن وأن طاقة الأمومة تتفجر داخلهن خلاله أو كلما تذكرنه، ولو أن بطلا حقيقيا لمشهد الولادة جرى اختياره بين عناصره لكانت الأم بالتأكيد.

حزق و طلق وفتح عنق الرحم ونزول الرأس ورسم الجنين، كلها علامات تقدم للمرأة الحامل خلال الولادة الطبيعية بالتأكيد، لكن الطلق الصناعي الذي يذهب إليه بعضهن دون حاجة نسميه بينتا “كارت الغدر”، ولو أن طبيبا حريصا على حياة المرأة الحامل لن يلجأ إليه دون مراجعة موقفها ألف مرة.

لكن نصائح مهمة أردت أن أقدمها لكل سيدة على وشك الولادة، أهمها التحذير من إضاعة المجهود فى عملية “الحزق” بغرفة المستشفى وعدم توفيره لمرحلة دخول غرفة العمليات، وتكرار الصراخ كعلامة على صعوبة الولادة وهو مسبب كبير للصداع والدوخة، لاحظى مشهد نزول مياه كثيرة كإنذار بضرورة التوجه للمستشفى فورا.

نشير هنا إلى أن مدة الحمل بالأيام هي 282 يوما أو 40 أسبوعا تحتسب من أول يوم لملاحظة الدورة وليست نهايتها، مع التأكيد على أن الحقنة الشرجية والمحاليل الطبية أو أدوية إذابة المخاط من الكروت المستخدمة لتسهيل وتحسين فرص الولادة بعيدا عن الطلق الصناعي.

أما الفحص المهبلي للولادة الطبيعية فلا داع له، وأنصح كطبيب بهذا الفحص عند الدخول للمستشفي أو نزول مياه الجنين أو اتساع عنق الرحم بدرجة كافية لنزول الطفل وإتخاذ قرار التوجه للعمليات.

الولادة الطبيعية تحتفظ للمرأة بفرص أقوى فى الاحتفاظ بشكل لجمال بطنها خلال فترة مناسبة، ولو أن رجالا يعلقون على شكلها لفترة بعد الوضع؛ أو حال إجراء ولادة قيصرية وتخييط البطن، فإن ذلك مرده أنها من كانت سببا فى جعلك أبا فى الدنيا، ولا يليق بها سوى معاملة حانية تتفق وما بينكما من حب تتبادله الأرواح لا الأجساد.

* الكاتب استشاري أمراض النساء والولادة والحقن المجهري

زر الذهاب إلى الأعلى