الدكتور عمرو عبد العزيز يكتب: أوهام الممنوعات فى فترة الحمل

كثيرا ما تتعرض المرأة الحامل لعاصفة من الممنوعات الوهمية وقائمة من المحاذير خلال فترة احتضانها جنينها داخل بطنها، وهى أمور ربما تفقدها شيئا من المتعة وتكدر صفو سعادتها بأيام ذات طبيعة خاصة فى علاقتها بطفلها قبل رؤيتها له يتحرك أمام عينيها.
قالوا لها إن كريمات إزالة الشعر من الممنوعات، والبنج الموضعي والإسبراي لا ضرر لهما لخطورتهما عليها وجنينها، وتلك أوهام صريحة.
ربما من بين الملابس ما هو غير مستحب بالفعل ارتداؤه، الجينز كمثال، فهو ممنوع خلال فترة الحمل، إلا إذا كان مصمما للحامل، فخامة الجينز وطبيعته الضيقة تسبب للحامل المغص والوجع أسفل البطن، لذا أنصح باستبعاده لما بعد الولادة.
التعامل مع طبيب الأسنان ممكن، لكن بشروط بالتأكيد، أهمها وقف الأسبرين أو الكلكسان أو أي دواء سيولة يوم الزيارة، واستخدام بنج الحوامل بدون أدرينالين ومراجعة روشتة العلاج مع طبيب النساء قبل صرفها.
هناك محاذير حقيقية من أن الحمل يضعف النظر مؤقتا خلال الشهور التسعة وحتى إتمام فترة الأربعين، وهى مرحلة لا ينصح معها بتغيير النظارة أو العدسات أو إعادة الكشف أثناء فترة الحمل، لأنه سيتغير بالضرورة بعد الولادة فلا داع له.
أما قيادة السيارة خلال فترة الحمل فغير ممنوعة، عدا الأسابيع الأخيرة منه، بشرط تجنب القيادة لمسافات طويلة والحذر من مطبات الطرق المتقاربة والمتكررة فى شوارع مصر بالأخص، وأخيرا تجنب الإنفعال لأسباب مختلفة أهمها سلوك الغير من قائدي مركبات السيارات وبخاصة الميكروباص والتوكتوك والدراجات النارية غير المرخصة أو المسرعة، فقيادة السيارة تفرض علينا للأسف دفع ثمن أخطاء الغير أحيانا.
أود أن أشير إلى أن الرحم المقلوب RVF طبيعي بنسبة 20% من السيدات ولا يتسبب فى تأخير الحمل ولا يحتاج وضعا معينا لممارسة العلاقة الزوجية لغرض الإنجاب، وفى كثير من الحالات تجنب نساء ذوات أرحام مقلوبة توأما وبشكل طبيعي وليس قيصريا.
أخيرا؛ فما يحدد جنس المولود الذكر هو كروموزوم Y من قبل الراجل، والطريقة الوحيدة لإنجاب نوع معين ومحدد من المواليد هى الحقن المجهري مع اختيار نوع الجنين؛ وليس وضع معين للممارسة الزوجية أو طعام ما يدعي البعض أنه السبب، أو دواء يمكن أن يتسبب فى ذلك.
تجنبى المعلومات المغلوطة والشائعات حتى يكون استمتاعك بفترة الحمل حقيقيا، وتكون أعصابك أهدأ فينعم جنينك بسعادة كبيرة داخلك وبعد حضوره بين يديك.
*الكاتب استشاري أمراض النساء والولادة والحقن المجهري