أنتوني بلينكن: وزير الخارجية الأمريكي يحثّ على “إعادة الهدوء” بين إسرائيل والفلسطينيين

 

دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الإثنين إلى اتخاذ خطوات عاجلة لإعادة الهدوء بين إسرائيل والفلسطينيين بعد أيام عدة من التصعيد الدامي.

وقال بلينكن في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعيد محادثاتهما في القدس، “نحض جميع الأطراف الآن على اتخاذ خطوات عاجلة لاستعادة الهدوء ونزع فتيل التصعيد”.

وإسرائيل المحطة الثانية لوزير الخارجية الأمريكي بعد القاهرة التي التقى فيها بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري، في إطار جولة بالمنطقة تستغرق ثلاثة أيام.

وفور وصوله إلى مطار بن غوريون قرب تل أبيب، دعا بلينكن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى عدم “تأجيج التوترات”. وقال “تقع على عاتق الجميع مسؤولية اتخاذ تدابير لتخفيف التوترات بدلاً من تأجيجها”.

وسيتوجه بلينكن في وقت لاحق إلى الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر القيادة في مدينة رام الله.

وكان بلينكن دعا إلى “الهدوء وخفض التصعيد” بين الإسرائيليين والفلسطينيين، خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره المصري سامح شكري، في القاهرة، صباح الاثنين.

وفي العاصمة المصرية، التقى بلينكن كلا من السيسي ووزير خارجيته سامح شكري، وبحث قضايا إقليمية تتضمن محاولات لاستئناف عملية الانتقال السياسي في السودان، وأيضاً حلحلة الجمود بين الفرقاء الليبيين.

وتبقى مصر في طليعة الدول التي تتلقى مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة، لكن هذا التعاون يواجه تحفّظاً من جانب بعض الشخصيات في إدارة جو بايدن الديمقراطية وذلك بسبب سِجِلّ السيسي على صعيد حقوق الإنسان.

وأطلقت السلطات المصرية العام الماضي سراح مئات المعتقلين السياسيين، لكن منظمات حقوقية تقدّر أعداد المعتقلين السياسيين القابعين في سجون السيسي بنحو 60 ألفاً. وهو ما تنفيه القاهرة.

وقبل رحلة بلينكن، صدر بيان للخارجية الأمريكية جاء فيه أن مسؤولها الأول سيؤكد في اجتماعاته مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين على “الحاجة الماسة من جميع الأطراف لنزع فتيل التوتر والعمل لكسر حلقة العنف”.

وكان مسلح فلسطيني قتل سبعة أشخاص الجمعة الماضي في هجوم بمستوطنة إسرائيلية في القدس الشرقية، وذلك بعد يوم واحد من قتل قوات إسرائيلية تسعة فلسطينيين أثناء مداهمة لمخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية المحتلة.

وتوفي الفلسطيني العاشر أمس متأثراً بجروحه جرّاء المداهمة الإسرائيلية. وفي عملية إطلاق نار أخرى وقعت في القدس الشرقية السبت، أصيب إسرائيليين اثنين بجروح.

وأعلنت حكومة نتنياهو، أمس الأحد، عن خطط باتخاذ تدابير عقابية ضد أقارب منفذي العمليات من الفلسطينيين، فضلا عن تدابير تسهّل حيازة السلاح للإسرائيليين.

ومن المتوقع أن يؤكد وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارته على دعم بلاده لحل الدولتين، في ما يراه البعض أمراً مستبعداً في ظل حكومة نتنياهو الجديدة التي توصف بأنها الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل.

وجاء في بيان الخارجية الأمريكية أن بلينكن سيدعو إلى الحفاظ على الوضع الراهن في المسجد الأقصى، كمكان مقدس لليهود والمسلمين معاً.

ما المتوقع من الزيارة؟

رغم قوة العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، يتساءل مراقبون عما إذا كان في مستطاع بلينكن تحقيق أي انفراج على صعيد الأوضاع المحتدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

ويرى آرون ديفيد ميلر، المفاوض المخضرم في هذا الشأن، أن “أقصى ما يمكن أن تحققه زيارة بلينكن الآن هو تجنيب الأوضاع الراهنة من الوصول إلى ما حدث في مايو/أيار 2021″، في إشارة إلى 11 يوماً من الاقتتال بين إسرائيل وحماس.

أما غيث العمري، الزميل في معهد واشنطن، فيتوقع أن يلجأ بلينكن إلى الطرق التقليدية الأمريكية بدلاً من البحث عن طرق جديدة، بحسب حديث لوكالة فرانس برس.

ويرى العمري، الذي كان في السابق مسؤولاً فلسطينياً، أن “الزيارة في حد ذاتها هي الرسالة”.

ويقول: “سيطلب بلينكن من محمود عمل المزيد. لكن ليس واضحاً ماذا بإمكان هؤلاء أن يفعلوا”، في إشارة للفلسطينيين.

وتدخل زيارة بلينكن في إطار جهود إدارة بايدن للعمل بسرعة مع نتنياهو، العائد حديثاً لرئاسة الحكومة الإسرائيلية.

وثمة علاقة مشحونة بين نتنياهو وبايدن منذ أن كان الأخير نائباً للرئيس السابق باراك أوباما والذي كان نتنياهو يصطف بوضوح إلى جانب خصومه الجمهوريين، لا سيما فيما يتعلق بالموقف الأمريكي من إيران.

وبحسب آرون ميلر، فإن فريق بايدن يتجنب “الصدام مع نتنياهو”، لا سيما في ظل الدعم القوي الذي يحظى به الأخير من الجمهوريين المسيطرين حاليا على مجلس النواب الأمريكي.

ويشير ديفيد ماكوفسكي، الباحث في معهد واشنطن، إلى أن زيارة بلينكن تتزامن مع زيارة أخرى للمنطقة يقوم بها بيل بيرنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السي آي أيه.

ويرى ماكوفسكي أن الأمر يبدو كما لو كان “فيضانا (أمريكيا) في المنطقة”.

، أنتوني بلينكن: وزير الخارجية الأمريكي يحثّ على “إعادة الهدوء” بين إسرائيل والفلسطينيين

زر الذهاب إلى الأعلى